استقطبت أمسية الدكتور سلمان العودة مساء الأحد الماضي، في نادي القصيم الأدبي جمهوراً كثيراً غصت بهم الصالة الرئيسية للنادي وساحته الخارجية، والتي تناول فيها مسيرته مع الشعر والشعراء، إذ انتهج فيها نهجاً مغايراً لما كان عليه في أطروحاته وتحفظاته، فأطلق العنان لمخزون الذاكرة قاصراً الحديث على شعراء الشام، مستشهداً ببعض القصائد الباعثة على الأمل. ثم تحدث العودة عن تجربته الشعرية الثرية، موضحاً اهتمامه بالشعر منذ نعومة أظافره. ولفت إلى أن أول أبيات كتبها موزونة مقفاة، بغض النظر عن جودتها - على حد تعبيره - كانت في الصف الرابع الابتدائي، موضحاً أن المخزون اللغوي والشعري لديه كان نتاج عمله في إحدى المكتبات العامة في بريدة، في وقت باكر من عمره، ما أكسبه الاطلاع على كثير من الكتب وحفظ عديد من القصائد المطولة في شتى الفنون. ولم يغفل العودة دور المعهد العلمي في صقل موهبته الشعرية والأدبية. وقرأ في ختام المحاضرة عديداً من القصائد الخاصة، والتي تضمنت مواقفه الحياتية والاجتماعية. ثم أجاب عن أسئلة الحضور التي لم تخلُ من بعض الإثارة. ومن أبرز ما شهدته الأمسية مداخلة نسائية حملت العتب على المحاضر، بإغفاله جهود الأديب السوداني عبدالله الطيب والذي يعتبر قريباً من العودة. وفي تعليقه على قلة جمهور الأمسيات العربية وافق العودة على وصف الشعراء العرب بالتعالي والغموض والتقعر. فيما لم يذكر العودة اسم الشاعر نزار قباني ضمن شعراء الشام، ما ولّد سؤالاً يتهمه بمراعاة الحضور والخوف من سطوتهم.