تواصلت العمليات العسكرية والأمنية للقوات السورية في أنحاء سوريا أمس بما في ذلك ريف دمشق وحمص وحلب مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا من أبناء الشعب السوري، وما نشره السفير الأمريكي في دمشق على موقعه في "الفيس بوك" من صور التقطت من الفضاء تثبت أن القوات السورية تنتقل من بلدة إلى بلدة بدلاً من العودة إلى ثكناتها، إضافة إلى الصور التي نشرت في الصحف العربية والأجنبية للقبور الجماعية التي تضم عشرات الجثث لضحايا سقطوا بدم بارد على يد النظام السوري، إلى جانب زيادة أعداد المهاجرين السوريين عبر الحدود اللبنانية والتركية، كل ذلك يؤكد على عدم التزام السلطات السورية بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان، وعلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يسابق الزمن لإنهاء ثورة شعبه قبل العاشر من الشهر الجاري على الرغم من انتقادات المجتمع الدولي والتي كان أحدثها البيان الصادر الخميس الماضي عن مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، الذي حظى يتأييد موسكو والذي وصفه وزير خارجيتها بأنه يشكل قاعدة لتسوية الأزمة، بما يعتبر تطويرًا في الموقف الروسي إزاء الأزمة، وهو ذلك الموقف الذي يتطلع فيه المجتمع الدولي إلى أن مزيدًا من التفعيل في اتجاه الضغط على نظام دمشق لتنفيذ خطة أنان دون أي مماطلة أو تسويف. الانتقاد حاد اللهجة الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس للحكومة السورية بسبب استمرار هجماتها على المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء، على الرغم من التزاماتها بوقف كل استخدام للأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية وقوله: إن مهلة العاشر من إبريل للوفاء بتنفيذ وقف إطلاق النار وسحب القوات ليس عذرًا لمواصلة القتل، يعني بشكل واضح أن مثل هذه الأعمال تمثل خرقًا صريحًا لموقف مجلس الأمن الذي عبر عنه في بيانه الرئاسي في الخامس من هذا الشهر بالتوصل لتسوية سياسية سلمية للأزمة السورية من خلال التنفيذ الكامل لكافة جوانب خطة عنان، وهو ما يعني أيضًا أن صبر المجتمع الدولي قد نفذ، وأن عدم التزام الرئيس الأسد ببنود تلك الخطة سيدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات إضافية أكثر صرامة تجاه النظام السوري.