تعكس كلمات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أمس في الرياض، ثبات موقف المملكة من الأزمة في سوريا وحرصها على مساعدة الشعب السوري للحفاظ على حقه في الحياة في مواجهة آلة قتل لا تتوقف. فالسعودية تؤكد مجدداً أنها لن تقبل بمواصلة القتل في سوريا أو باستمرار سياسة احتواء كل شيء عبر القوة العسكرية، لأن القبول بهذا الوضع يعني تفاقم المأساة، خصوصاً مع إصرار بشار الأسد على تصدير دعايةٍ للعالم مفادها أنه يقاتل الإرهاب وأنه لا وجود لحرب في سوريا وأن المعارضين مجرد إرهابيين. لكن هذه الادعاءات لا تمنع الحقيقة، وهي أن قرارات مساعدات السوريين لم تكن تُطبَّق في السابق وأن الوقت حان لمساعدتهم، لعل هذا ما دفع الأمير سعود الفيصل للقول أمس «نحن مع فكرة التسليح للمعارضة السورية التي تحارب من أجل حياتها وحريتها»، وهي إشارةٌ واضحة لالتزام المملكة الأخلاقي بدعم جهود رفع المعاناة عن السوريين والتخفيف عنهم بعدما تحقق لها أن قيادات نظام الأسد مستمرةٌ في القتل لأنها لا تجد مخرجاً من أزمتها. إن إهدار الأسد لفرصَ الحل التي وفرها العمل العربي المشترك والمجتمع الدولي وعدم التزامه حتى الآن ببنود خطة المبعوث الأممي – العربي، كوفي عنان، يجعل من معاونة السوريين واجباً تفرضه العروبة والإنسانية، خصوصاً أن الوضع الميداني آخذٌ في السوء وعدد القتلى والنازحين في تزايدٍ مستمر. لقد أخذت المملكة زمام المبادرة وأعلنت تأييدها تسليح المعارضة المحارِبة من أجل الحياة والحرية، وذلك قبل ساعات من بدء النسخة الثانية من مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تركيا بمشاركة أكثر من سبعين دولة، ما يعني أن الفرصة مازالت سانحة أمام المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر جرأة في الحق يدعم الرؤية السعودية المنحازة إلى الشعب السوري، وعلى كل الأطراف الإقليمية والدولية إدراك حقيقة أن نظام الأسد بما عُرِفَ عنه من مراوغة قد يرى في خطة «عنان» فرصة لكسب مزيدٍ من الوقت لإخماد الثورة، وهو ما يتطلب تكثيف الضغط عليه إلى أقصى درجة للتوقف عن حصد أرواح المدنيين، والمماطلة التي لن تكون إلا فرصة للقتل من جديد والتي سيكون القبول بها مشاركة في هذه الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد شعبه الذي انتفض منذ أكثر من عام طلبا للحرية والحياة بكرامة.