ينظم قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الدمام في الفترة من 24- 25 جمادى الأول الجاري (الموافق 16- 17 ابريل 2012) مؤتمر «الإسلام والسلام» والذي يقام انطلاقًا مما يعاني منه البشر اليوم في مناطق شتى من العالم من سيادة الظلم والقهر وما نتج عنهما من خراب وفساد فغاب الأمن والأمان والسلام في حياتهم، ليقدم المؤتمر صورة واضحة عن مفهوم السلام في الإسلام باعتباره دين أمن وأمان وسلام. وقد اشتقت لفظتا الإسلام والسلام من نفس المادة اللغوية (س. ل. م) بما تحمله هذه المادة من معان تدل على الطمأنينة، والأمن، والسكينة، ويؤصلها الإسلام عقدياً وشرعياً، كيف لا، و»السلام» اسم من أسماء الله الحسنى لأنه يؤمن الناس بما شرع من مبادئ، وبما رسم من خطط ومناهج حتى صار الإسلام دين السلام، وصار حامل هذه الرسالة محمد عليه السلام حاملاً لراية السلام، لأنه يحمل إلى البشرية الهدى والرشاد، والخير والسداد، وهو يحدث عن نفسه فيقول: «إنما أنا رحمة مهداة»، ويحدث القرآن عن رسالته فيقول: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». وإيماناً من قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الدمام برسالة السلام الخالدة التي يشع بها الإسلام على البشرية جمعاء، وسعياً إلى تأصيل هذا المبدأ السامي العظيم، فقد رغب القسم في عقد مؤتمر أكاديمي علمي يدرس الصلات العقدية والشرعية بين «الإسلام والسلام» من كل جوانبها: الإنسانية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية. وتتمحور أهداف المؤتمر حول عدة نقاط، هي: - التأكيد على أن الإسلام دين سلام، سلام روحي ونفسي واجتماعي وسياسي واقتصادي.. يشمل كل أوجه الحياة ومناحيها. - بيان أن السلام في الإسلام ليس خاصا بالمسلمين فقط، أي أولئك الّذين آمنوا بالإسلام، بل إنه يشمل كل من عاش في كنف أرض انتشر فيها هذا الدين. - إثبات أن الإسلام، باعتباره دين سلام، يتحول إلى صيغة حياة ونمط وجود، به يتقَوَّم العمران ويصلُح المعاش والمعاد وتتحقّق سعادة الدّارين. - دراسة الدين الإسلامي والفكر الإسلامي دراسة معمّقة لإبراز أنه دين سلام، وتصحيح الأفكار الخاطئة والصور النمطيّة المتصلة بالتكفير والعنف والإرهاب، ونقضها بالأدلة القطعية. - التّركيز على ما في هذا الدّين الحنيف من قيم ومفاهيم إنسانيّة خالدة كالحبّ والطّهارة الرّوحيّة والتّعاون والتّكافل والتّراحم، وهي قيم لا تقتصر على المسلمين فقط بل تتعدّاهم إلى غير المسلمين. - السعي إلى تبيين رأي الإسلام فيما استجد من قضايا عالمية معاصرة، خاصّة منها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وربط الفكر الإسلامي المعاصر بالمشاغل الإنسانية العالمية المستجدة واقتراح حلول شرعية لها، والمساهمة في النهوض بالإنسانية جمعاء مما تردت فيه من أهوال وأزمات عبر السلام الذي يبثه الإسلام . وأما محاور المؤتمر، فستكون: - المحور الأول: الإسلام والسّلام الإنساني: (منهج الإسلام في تأصيل السلام العالمي. قيم الحب والإخاء والتّكافل والتّراحم بين البشريّة في الإسلام). - المحور الثاني: الإسلام والسلام الفكري: (الدعوة إلى التفكر والتدبر من أجل تحقيق السلام. الإسلام والجدل السلمي مع غير المسلمين. الإسلام وحرية الفكر والمعتقد). - المحور الثالث: الإسلام والسلام الاجتماعي: (السلام الأسري في الإسلام. الحقوق والواجبات الفردية والجماعية والسلام في الإسلام. العلاقات الاجتماعية والسلام الاجتماعي). - المحور الرابع: الإسلام والسلام الاقتصادي: (الاقتصاد الإسلامي والسلام العالمي. الاقتصاد الإسلامي والحلول المقترحة لأزمات الاقتصاد العالمي. التّنمية الإسلامية والتحديات الاقتصادية المهددة للسلام). - المحور الخامس: الإسلام والسلام السياسي: (العدل السياسي في الإسلام. موقف الإسلام من الشقاق والنزاع والخلافات السياسية. موقف الإسلام من الإرهاب). - المحور السادس: الإسلام والسلام البيئي «الإسلام دين أخضر»: (البيئة في الإسلام والسلام الإقليمي والدولي. المنهج الإسلامي في حماية البيئة والمحافظة عليها. المشاكل البيئيّة كالاحتباس الحراري والتّلوّث والأوبئة والكوارث وحلولها من منظور إسلامي). وقالت عميدة كلية الآداب بجامعة الدمام الدكتورة مها بنت بكر عبدالله بن بكر: مؤتمر «الإسلام والسلام» سيكون مؤتمرًا عالميًا وسيقام برعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وبمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين المحليين والعالميين يربو عددهم عن مائة وثلاثين تستضيفهم الجامعة من واحد وعشرين دولة عربية وأجنبية.