أوضح مدير إدارة الطب الشرعي والوفيات بجدة الدكتور طلال بن محمد إكرام عن اكتشاف أكثر من 312 حالة وفاة شبة جنائية بجدة خلال العام المنصرم وقال: ان التحاليل التي أجريت لهم اثبتت تعاطيهم المخدرات والكحوليات واستنشاق مواد سامة وتعاطي كميات كبيرة من أدوية محظورة. وأضاف في تصريح ل (المدينة):» من خلال نتائج الفحص المخبري للحالات المشتبه بها جنائيا العام المنصرم تبين أن سبب وفاة أكثر من 312 شخصا بمحافظة جدة ما بين سعوديين ومقيمين كان بسبب تعاطيهم مواد محظورة مثل المخدرات والكحوليات أو استنشاقهم أول أكسيد الكربون ومبيدات حشرية بكميات كبيرة مما أدى إلى وفاتهم». وزاد: «أي شخص متوفى يشتبه في وفاته جنائيا لا بد أن تجرى له تحاليل في مركز السموم الذي يمثل جزءا من عملنا في إدارة الطب الشرعي, ويجرى التحليل عن طريق أخذ عينات من الدم أو عينة من السائل الزجاجي للعين أو عينة من البول, وبعد الانتهاء من نتائج التحاليل يتم رفعها إلى الجهات المختصة», كما كشف الدكتور طلال عن وجود 26 جثة في الوقت الحالي ما بين مجهولة الهوية ولقيطة في ثلاجات إدارة الطب الشرعي البالغ عددها 270 ثلاجة, وقال:» من أهم الإشكاليات التي نواجهها في عملنا هي الجثث المجهولة الهوية واللقيطة حيث نجد صعوبة في الوصول إلى ذويها, وإذا لم نجد إلى ذلك سبيلا نقوم بعمل تحليلDNA لها, ومن ثم دفنها في جدة إذا تجاوزت مدة بقائها في الثلاجات ثلاثة أشهر للمجهولين وأسبوعين للقطاء وذلك تنفيذا لتعليمات الجهات الأمنية» ونفى إكرام ما يتردد عن وجود نقص في عدد التوابيت بالمستودع وقال: «يوجد لدينا الآن 80 تابوتا شاغرا حيث تعاقدت الوزارة مع أحد المصانع الوطنية (تحتفظ المدينة باسمه) لتأمين التوابيت لمراكز الطب الشرعي في كافة مناطق المملكة» مشيرا إلى أن مباغتة الكفلاء السعوديين الإدارة بترحيل جثامين مكفوليهم بعد قيامهم بحجز رحلة الشحن الجوي دون إخطار الإدارة مسبقا يؤدي إلى حدوث ربكة وسوء فهم». وزاد:» الإجراءات الفنية للجثمان لا تستغرق أكثر من 24 ساعة, حيث يتم غسيل الجثة بعد ذوبان الثلج وإخراجها من الثلاجة, ومن ثم وضعها في التابوت وتوضع بجانبها مواد تحفظ الجثة من التعفن من بينها الفحم, ومن ثم إحكام إغلاق التابوت, وتسليمه للمتعهد الذي سينقله إلى المطار». وأبان الدكتور طلال أن «هناك لجنة مكونة من المحافظة والشرطة ووزارة الصحة ممثلة بإدارة الطب الشرعي مهمتها متابعة الجثث التي مضى على بقائها في الثلاجات مدة طويلة, إضافة إلى تذليل العقبات التي تواجه الكفلاء أو ذوي الميت لنقلها إلى بلادها» مشيرا إلى أن اللجنة تشدد على عدم إبقاء أي جثة في الثلاجة لمدة تتجاوز الشهرين كحد أقصى لأي سبب كان, فإما أن تدفن بجدة أو ترحل إلى بلادها» منوها إلى أن اللجنة نجحت في ترحيل 1000 جثمان العام الماضي معظمها من الجنسية الباكستانية.