ما تزال ثلاجة الطب الشرعي بإدارة الوفيات بجدة تحتفظ بتسع حالات من وفيات سيول جدة لم تسلم لذويهم بعد، منها واحدة فقط تعرف ذووها عليها وبانتظار ترحيلها إلى بلدها. وكان اقارب المفقودين قد تقدموا للجهات المعنية لأخذ عينات DNA منهم، وتم بالفعل اخذ العينات من17 حالة، تطابقت الانماط الوراثية لعشر حالات مع ذويهم، وبقيت سبع لم تتطابق أنماطها الوراثية، تضاف إليها حالة تم التعرف عليها وهي لاحد الاسيويين لم تنته اجراءات نقل جثمانه إلى بلاده من قبل ذويه، اما الجثة التاسعة فهي واضحة الملامح ولكن لم يات احد للتعرف عليها. وأوضح مسؤولون في ثلاجة الطب الشرعي أن الجثث المجهولة سيتم دفنها فترة زمنية محددة بموافقة الجهات المسؤولة. “المدينة” تجولت في ثلاجة الطب الشرعي بإدارة الوفيات برفقة كل من الدكتور غازي صالح تاجو منسق الوفيات بصحة جدة ورئيس اللجنة العاملة بالثلاجة لكارثة سيول جدة، الرائد الدكتور خالد يوسف مطر رئيس القسم الطبي والشرعي بإدارة الادلة الجنائية بشرطة جدة، الرائد احمد الحربي المنسق الإعلامي بالدفاع المدني لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة، النقيب حمدان سعد الشهري مندوب الدفاع المدني بالثلاجة، إضافة إلى مشرفي الوفيات بالثلاجة ماهر حامد الحارثي ، حاتم عبدالرحمن القرشي، واحمد علي الحارثي. تسليم 114 جثة واوضح الدكتور غازي تاجو ان عدد الجثث التي تم تسليمها لذويها بعد التعرف عليها سواء عن طريق ال DNA او المعاينة المباشرة بلغ 114 جثة آخرها لامرأة أندونيسية، أما الحالات المتبقية داخل ثلاجة الطب الشرعي فعددها تسع حالات إحداها تم التعرف عليها وهي لآسيوي لم تنته اجراءات نقل جثمانه إلى بلاده من قبل ذويه، وجثة اخرى واضحة الملامح ولكن لم يات احد للتعرف عليها، اما الجثث السبع الباقية فهي مجهولة تم رفع عينات منها إلا أنها لم تتطابق من خلال فحص الحمض النووي (DNA) مع أي من أقارب المفقودين. وبين ان ثلاجة الطب الشرعي تم تخصيص جزء منها لاستقبال جثث المتوفين في سيول جدة حيث تم تجميعها من مختلف المستشفيات التي نقلت إليها في بداية الكارثة، وذلك تسهيلا وتخفيفا على ذوي المتوفين ولتركيز عمل الجهات المختصة، حيث توجد لجنة من الدفاع المدني والشؤون الصحية والادلة الجنائية بشرطة جدة لمتابعة أمر هذه الجثث في ثلاجة الطب الشرعي التي تضم ثلاث صالات بكل منها 90 عينا لحفظ الجثث بها، اي ان الثلاجة تتسع ل 270 جثة. واضاف بالنسبة للجثث المجهولة فستبقى في ثلاجة الطب الشرعي لفترة زمنية محددة يتم بعدها دفنها بعد موافقة الجهات المختصة. مراحل حفظ الجثث والتعرف عليها من جهته قال الرائد الدكتور خالد مطر : الحالات التي تم انتشالها من قبل الدفاع المدني تم وضعها بثلاجة الطب الشرعي وقام العقيد صالح زويد مدير الادلة الجنائية بتشكيل فريق عمل برئاستي ويبدأ عملنا بإحضار الجثة للثلاجة حيث يتم وضع اسوار مكتوب فيه الرقم التسلسلي مع تصويرها واخذ البصمات ان امكن، ذلك ان تحلل الجثة يفقدها ميزة البصمة، ويتم حفظها في "العين" المخصصة لها برقم خاص مدون فيه جميع البيانات في سجلات خاصة. وبعد ذلك تأتي المرحلة الثانية لعمل الادلة الجنائية من خلال الكشف على الجثمان عن طريق الطبيب الشرعي للصحة والطبيب الشرعي للأدلة الجنائية وتحديد جنس المتوفى ونوعية الجثة هل هي متحللة او هيكل عظمي او اشلاء، وهل توجد علامات فارقة يتم تسجيلها، وهناك حالات تم التعرف فيها على اصحاب الجثث من قبل ذويهم عن طريق العلامات الفارقة، وهذا ماحصل مع اسرة العتيبي التي توفي جميع افراد أسرته عدا طفلة واحدة بقيت على قيد الحياة، وتعرف شقيق المتوفى على احدى بنات شقيقه من خلال علامة فارقة " خاتم واسوار" ، وهذه المرحلة الاولى للتعرف على هوية الجثة عن طريق الاهل سواء مباشرة او بمشاهدة الصور التي يتم التركيز فيها على العلامات الفارقة، بعد ذلك هناك مرحلة اخيرة حيث يتم رفع عينة من الجثة وغالبا ماتكون عظم وللتأكد من سلامة العينة يتم رفع اكثر من قطعة واخذها " محرزة " إلى مختبرات الادلة الجنائية. 3 أسابيع لإظهار الأنماط الوراثية واضاف: بعد ذلك يتم التعامل مع العينات بالطرق الكيميائية والمحاليل لتحويل العظمة الى بودرة واظهار الانماط الوراثية وهذه المرحلة تأخذ اكثر من ثلاثة اسابيع ولا يمكن لاي شخص ان يحدد الفترة التي يتم فيها تحديد لمن تعود الجثة المجهولة، والسبب يعود اما ان تكون هناك شوائب " تراب او طين او وجود انسجة لحمية" ، فلابد ان تنظف وتتحول الى عظمة سليمة وصافية 100% وبعدها يتم طحنها لتتحول الى بودرة، ليتم حقنها وتكبيرها واظهار الانماط الوراثية ومقارنتها مع الانماط الوراثية التي تم رفعها من ذوي المفقودين، وكلها تسجل في قائمة البيانات وجميع الجثث المجهولة بسيول جدة والتي تم اخذ عينات ال DNA منها موجودة بقائمة بيانات مسجلة حيث تم إخضاع 17 حالة لهذا النوع من التحليل، منها عشر حالات ظهرت انماطها الوراثية وتطابقت مع ذويها، وسبع لم يتم تطابقها . بين الأنثى والذكر واشار إلى ان الفترة الزمنية التي تستغرقها تحاليل DNA ومطابقتها مع العينات القياسية التي يتم رفعها من ذوي المفقودين تتفاوت من 72 ساعة الى ثلاثة اسابيع وهناك نقطة مهمة وهي أن الانثى لا تتطابق انماطها الوراثية الا مع الوالدين او الابناء، اما الذكر فيتم ربط انماطه الوراثية بواسطة تقنية " الواي كرومسوم " حيث يتم الربط مع والديه واعمامه واخوته وابنائه، لافتا إلى ان حالة نبش قبر زوجين توفيا بسيول جدة لاخذ عينات لمطابقتها بجثث مجهولة اتت ثمارها، مستبعدا ان يتم تطبيق هذه الاجراءات مع الجثث المجهولة المتبقية لانها لا تتطابق مع الحالة التي ذكرناها، حيث ان جميع الذين تقدموا ببلاغات عن فقدان اقارب لهم وتم ارسالهم من قبل الدفاع المدني بخطابات رسمية، اخذت منهم عينات أخضعت لتحليل ال DNA ، ماعدا الحالات التي لايستفاد منها والتي لايمكن ربطها مثل ان يبلغ شخص عن وفاة عمته او خاله سواء رفعت عينة منه ام لا فأنماطه الوراثية تتطابق مع الوالدين.