"إكرام الميت دفنه".. إلا أن دفن أموات المقيمين تسبقه إجراءات قد لا يعرفها الكثيرون، وعملية تختلف عن غيرها من العمليات، تحمل في طياتها جانباً إنسانياً، ويعمل فيها جنود "مجهولون"، تتسابق أيديهم ل"تحنيط" الجثامين قبل إرسالها في توابيت بمواصفات خاصة للبلد الأصلي للمقيم الذي يتوفى في المملكة. يقول مدير مجمع الدمام الطبي الدكتور أيمن كركر، إن "المعدل الشهري للحالات المحنطة بالمجمع هو 80 حالة تشمل المنطقة الشرقية جميعها ما عدا محافظة حفر الباطن. وتبلغ تكلفة تجهيز الجثمان 3 آلاف ريال تسلم بموجب شيك مصدق باسم برنامج العلاج بأجر بالمجمع الطبي، وهذا المبلغ يخص كل ما تتطلبه عملية التحنيط والتابوت ومستلزماته وتبلغ تكلفة التابوت وحده ألفي ريال، أما تكلفة ترحيل الجثمان فهذا يخص شركات الشحن الجوي، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون الجثمان متواجدا في ثلاجة الموتى قبل التحنيط ب24 ساعة". وأوضح الدكتور كركر، أن هناك مواصفات خاصة بالتابوت، وله قياسات نموذجية تسري على معظم التوابيت الموردة، فالصندوق من خشب "لاتيه" الإندونيسي مقاس 18 ملم بغطاء يفتح للأعلى، وطول التابوت 200 سم، وعرض جهة الرأس 60 سم، وعرض جهة الأرجل 45 سم، وارتفاع 45 سم، ويمكن طلب مقاسات خاصة مختلفة للأطفال والبالغين والبدناء حسب الحاجة، والصندوق مصفح من الداخل بالزنك 3 ملم، ويثبت بالكبس دون استخدام مسامير، ويثبت التابوت بأربع زوايا خشب، قطعة واحدة للزوايا القائمة، وكذلك زوايا ألمنيوم من الخارج على الحواف السفلية لحمايته من التفكك على أن يتم التثبيت بالمسامير من الأسفل، و6 مقابض حديد من النوع الممتاز مثبتة بإحكام بالبراغي والصواميل من الخارج، وتثبيت جميع أجزاء الصندوق بالبراغي لمتانة الإحكام، وتغطية جميع الزوايا والحواف الداخلية بمادة السيلكون لحمايته من تسرب الماء مع دهان الصندوق من الخارج بلون بني، ووضع إطار حول فتحة التابوت من الأسفنج للحماية من تسرب الروائح، إضافة إلى قفلين لغلق الغطاء العلوي، و3 قواعد أسفل التابوت من أجل التوازن، وصفيحة فحم حوالي 2 كجم، إضافة إلى كيلو جرام من نشارة خشب، ويتم استبعاد التابوت الذي لا يحتفظ بالماء بعد تجربته بسكب كمية من الماء وتركها لمدة ساعة كاملة في داخله. وعن العمالة المنزلية من الجنسين، أوضح الدكتور كركر أن العمالة المنزلية تعامل معاملة العمالة الأخرى من حيث التكلفة، إذ يتحمل الكفيل التكاليف. وكانت إدارة اقتصادات الصحة بوزارة الصحة، رفعت رسوم التحنيط وترحيل الجثمان إلى 3 آلاف ريال بدلا من ألفي ريال، وذلك نظير إتمام إجراءات تحنيط وترحيل جثث المتوفين إلى بلادهم، إلا أن هذا الرسم يسقط في حالة واحدة، وهي تبرع المتوفين بالأعضاء، حيث تتولى الدولة ترحيل جثامينهم مع مرافق للجثمان، كما تتحمل الدولة رسوم التحنيط والتابوت وإيصال الجثمان للمطار. وتبدأ إجراءات عملية التحنيط، من إمارة المنطقة أو المحافظة في المدينة التي يسكن فيها الوافد الذي وافته المنية حيث تتم مخاطبة الجوازات، ومكتب العمل، والسفارة المعنية، ووزارة الصحة. ويوضح مدير جوازات المنطقة الشرقية اللواء محمد بن عبدالعزيز الشلفان، إن دور الجوازات ينحصر في إصدار تأشيرة خروج نهائي للجثمان بعد إحضار شهادة الوفاة والتأكد من سلامة أوراقه الثبوتية. أما مكتب العمل فيكون دوره التأكد من دفع مستحقات المتوفى من نهاية خدمة ورواتب وخلافه، حيث ذكر المدير العام لمكتب العمل بالشرقية أحمد العبيد، أنه إذا كان المتوفى مسلما فيتم دفنه داخل المملكة، أما إذا رفض ذووه وطالبوا بالجثمان لدفنه في بلادهم فيتم ترحيله على حسابهم الخاص، وإذا كان من غير المسلمين يُرحل الجثمان على حساب الكفيل بعد التأكد من تسليم جميع المستحقات، وترسل هذه الوثائق إلى السفارة المعنية، ويؤخذ تعهد على الكفيل بأن يلتزم بدفع المستحقات، وتكون السفارة المعنية مطلعة على جميع هذه الإجراءات منذ البداية حتى يتم دفن الجثمان أو ترحيله حسب الحالة.