أكد مدير أحد المصانع المتخصصة في صنع التوابيت أن بعض السفارات تطلب توابيت بتصاميم خاصة، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من التوابيت تخصص لنقل جثامين إلى بنغلاديش والهند وباكستان. وذكر حسين عبيد الذي تعاقد مصنعه مع وزارة الصحة قبل نحو عام لصنع توابيت لها، أنه فصل مصنع التوابيت عن مصنعه الآخر المخصص للأثاث، لكنه مع ذلك يواجه مشكلات في تقبل عدد من عماله العمل في هذا المجال، مشيراً إلى أن بعض أصدقائه لا يزورونه في مصنع «التوابيت»، لكنه لا يبدي أسفاً على نوع عمله، خصوصاً أن عائلته لا تمانع ذلك. وأضاف في حديث ل«الحياة» أن مصنعه ينتج نحو 5000 تابوت سنوياً، تستهلك منطقة الرياض 2000 منها والبقية للمناطق، كما يورد انتاجه إلى جميع مراكز الطب الشرعي. وقال: «التابوت عبارة عن صندوق خشبي بغطاء يفتح للأعلى، غالباً ما يكون مقاسه 200 سنتمتراً طولاً و62 سنتمتراً عرضاً جهة الرأس و45 سنتمتراً جهة الأرجل، وارتفاعه 45 سنتمتراً، وهو مصفح من الداخل بالزنك، ومثبت بأربع زوايا خشب، وكذلك زوايا ألمنيوم على الحواف الحادة السفلية لحمايته من التفكك، كما أنه مثبت بالسيلكون والمسامير من الأسفل، ومدعم بستة مقابض حديد، إضافة إلى حمايته من تسرب الماء مع دهان من الخارج، ووضع إطار حول فتحة التابوت من الإسفنج وقفلين لغلق الغطاء العلوي ومنع الروائح أثناء نقل الجثمان خصوصاً في الرحلات الطويلة، كما أنه مدعم بالبرواز والديكور على جميع الجوانب لإعطاء التابوت شكلاً يليق بكرامة نقل الموتى». ولفت إلى أن أكثر من يطلب التوابيت هم البنغال والهنود والباكستانيون على اعتبار أنهم الأكثر وجوداً في السعودية، مشيراً إلى وجود مباحثات لصنع توابيت لدولة خليجية. وأكد أن صناعة التوابيت تأثرت جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق المحلية، مشيراً إلى أنه خاطب وزارة الصحة بخصوص الزيادة في أسعار المواد الأولية، لكن مصنعه مستمر في توريد التوابيت على رغم ذلك. وتابع: «أحياناً تواجهنا مشكلة توفير المادة الخام، فنأخذ طلباتنا من خارج الرياض، لصعوبة استيراد المواد الخام من خارج السعودية بسبب ارتفاع الكلفة، وفي حال انتهاء العقد سيكون هناك حديث بخصوص الزيادات في أسعار المواد الأولية مع الوزارة». وتحدث عن طلبات خاصة للتوابيت، خصوصاً من بعض مسؤولي السفارات الذين يطلبون تصاميم ذات شكل فاخر ومختلف عن المعتاد بكلفة أعلى تتحملها السفارات نفسها، لافتاً إلى أن أكثر تلك الطلبات من سفارة الصين التي تركز على نوعية الدهان واللون الأحمر لطقوس معينة لديهم، مشيراً إلى أن مصنعه أنجز أربعة توابيت لمسؤولين كبار في سفارات خلال الأعوام الأربعة الماضية أغربها طلب لتابوت لشخصية مشهورة من سفارة اليمن طلب أن يكون التابوت بغطاء زجاجي ليكون وجه الميت واضحاً، وتابوت آخر طوله 240 سنتمتراً لجثمان شخص من جنسية أوروبية، كما توجد طلبات لتوابيت ارتفاعها مختلف لوجود مشكلات في استقامة الجثة. وأوضح عبيد أنه اضطر إلى فصل مصنع التوابيت عن مصنع الأثاث بسبب بكاء بعض العاملين وانزعاج بعض الزبائن من مشاهدة التابوت في محل الأثاث. وقال: «نواجه مشكلة في الجانب النفسي للعاملين في صناعة التوابيت، خصوصاً من الجنسية الفيليبينية، ما يجعلنا نقدم زيادات مادية للفريق المتخصص في صناعة التوابيت، بعد أن يتم تجريب العاملين على مدى تحملهم النفسي عند رؤية وصناعة التابوت». وذكر أن مهنته أثّرت في علاقاته الاجتماعية: «بعض أصحابي لا يزورونني في المحل بسبب وجود التوابيت، إلا أنني اعتبر أن ما أقوم به عمل تجاري، كما أن عائلتي لم تتأثر سلباً جراء عملي في هذا المجال». وتطرق إلى أن وزارة الصحة وضعت شروطاً على صناعة التوابيت، تتمثل في ترقيم التوابيت بشكل تسلسلي، ووضع شعار الوزارة بشكل مناسب، إضافة إلى تسجيل اسم المديرية التابع لها الطب الشرعي على التابوت، ومراعاة الأطفال والبالغين والبدناء عند صناعة التوابيت، وأن يكون 90 في المئة من التوابيت المستهلكة بطول 200 سنتمتر، وأن تكون مطابقة للمواصفات العالمية الصادرة من منظمة النقل الجوي الدولية (الاياتا) ومواصفات الخطوط السعودية.