قتل جنود الاحتلال"الإسرائيلي" في سبتمبر 2000 الطفل الفلسطيني محمد الدرة بالرصاص وهو بين أحضان والده الذي كان يحاول أن يحميه لكن تمكن رصاص الغدر، الذي استهدف الصغير دون هوادة ولا رحمة، من أن يكتم صوت الطفل في حين بقي أبوه في مكانه في صدمة وذهول أنساه أن يحاول الاختباء من زخات الرصاص الذي صمت بعد مقتل الطفل، ربما خجلاً من هذا الفعل الفاضح أو تأنيب للضمير أصاب الجنود الذين استهدفوا الأب وابنه. *** نفس هذا المنظر تكرر للأسف الشديد في سوريا وهذه المرة لم يكن من قوات الجيش الإسرائيلي ولكن من كتائب بشار الأسد قُتل فيها الطفل فداء محمد الضياء أثناء سيره مع والده في جنازة أحد الشهداء بنفس الصورة التي قُتل فيها الدرة. وقد حاول الأب أن يلوح للتوقف عن إطلاق النار، إلا أن إطلاق نار كثيفًا استمر حتى أصبح الطفل جثة هامدة بجوار أبيه، وأصيب الأب بصدمة شديدة بينما قام البعض بسحبه من مجال نيران قوات الأسد. *** مقتل الدرة مازال يُشكل حرجا لإسرائيل وقادتها وظل وصمة عار، حاولوا أن ينفوا حدوثها واتهموا المراسل الدائم للقناة الثانية في القدس الفرنسي شارل أندرلان، والمصور الفلسطيني العامل معه طلال أبو رحمة بتزوير الحادثة، دون جدوى. لكن مقتل الطفل السوري لم يعتذر عنه نظام الأسد أو يحاول إيجاد تبرير له، ولو بادعاء الخطأ. وهكذا فإذا كانت إسرائيل قد قتلت درة .. فإن نظام الأسد يقتل ألف درة .. دون أي وازع إنساني؟!