من الصعب جدًا أن يجعل الأب الابن موهوبًا مثله أو يورث قدرات أو مواهب يمتلكها الأب من صغرة وهذه مسألة تتعلق بالفطرة والتأسيس والمناخ والبيئة والقدرات.. لكن الكثير من قدموا قدراتهم ومواهبهم سواءً إعلامية أو اذاعية أو فنية أو شعرية أو مواهب مختلفة أخرى أرغموا أبناءهم أو يحرضوهم على تقليدهم أو أن بمعنى أصح أن يكونوا مثلهم بأي شكل -رغم إنهم لا يحظون بأي قدرات أو يكتنزون مواهب تقدمهم- إلى المتلقي. لكن إصرار الأب -أو القريب- على أن يكون ابنه مثله يمثل فشلًا ذريعًا.. لأنه في الأساس ليس لديه حتى حب أو هواية -أو موهبة- لأي نشاط يذكر لكن رغبة الأباء -أن لا تذهب الشهرة- أو تخليد الإسم.. أو تاريخ هذا الأب أو هذه الشخصية وتكون خالدة ويحافظ عليها هذا الموهوب المزيف لم تعد فكرة ناجحة من زمن وكم من أناس زجوا بأبنائهم إلى مختلف النشاطات إلا أنهم لم يكونوا موفقين سواء في مجال الكرة أو الفن أو الشعر أو التلحين أو خلافه من النشاطات المتعددة. ولكن الكثير لديهم هاجس نفسي أو أنانية أو سطوة.. وخالفوا قيم الإبداع.. وأن المواهب تأتي في الإنسان منذ أوجده الله على هذه الأرض وقاموا بالتوسط لأقربائهم أو أبنائهم.. ليدخلوا مجالات بعيدة كل البعد عن قدراتهم حتى إنهم أصابوا المتلقي بلوثة السمع -إذا كانوا يغنون- وأخطاؤهم اللغوية وأصواتهم التي لا تصلح أن يكونوا مذيعين.. أو شعراء لا يكتسبون إلا خرافات ومهازل أسموها شعرًا. وحتى يقال إن ابن فلان أصبح مثله.. ولكنها مجاملة كاذبة -توقعه في حرج- وأيضًا ما ذنب المتلقي الذي أصبح يقبل هؤلاء على مضض.. ولكن الكثير منهم أحسوا أنهم فاشلون.. ولا يمكن الاستمرار في هذا الخداع وحاولوا سنوات ولكن كرامتهم لم تسمح لهم بالاستمرار فأنسحبوا في صمت ومنهم أبناء فنانين كبار وملحنين وشعراء أيضًا -من الصعب- أن تفرض الواسطة في إيجاد مواهب غير صالحة للتقدم، وقد تفشل الواسطة.. وتكون الاخفاقات واضحة للعيان.