الموقف الروسي تجاه ما يجري في سوريا ظل طوال الوقت يساند جرائم بشار ويدعم آلته العسكرية بالأسلحة والعتاد بل تمخر القطع البحرية الروسية عباب البحار لتستقر في ميناء طرطوس في تخويف للمعارضين. ولم تقف موسكو عند هذا الحد بل استخدمت الفيتو لقطع الطريق أمام أي جهد عربي ودولي يسعى لحل المشكة عبر مبادرة عربية واضحة المعالم هدفها تنازل بشار عن السلطة سلميًا لوضع حد لنزيف الدم وإيقاف القتل المنهجي الذي هز ضمير كل إنسان حر ونزيه. لقد قايضت روسيا مصالحها في بقاء النظام بدماء الشعب السوري الزكية ولم يهمها مشاهد الحرق والقتل والدمار وسياسة الأرض المحروقة التى اتبعها بشار بل تغاضت عن كل ذلك بدعاوى ضعيفة لا يسندها الحق وتتجافى مع حقوق الإنسان ومبادئ الشرعية كما أن موسكو لم تنصح حليفها المسنود بدعمها ودعم طهران بضرورة لجم آلته العسكرية وإفساح الطريق أمام حل يأخذ في اعتباره طموحات الشعب وتطلعاته كما لم تفهمه أن الوقت قد انتهى وعليه أن يرحل وأن محاولة أي ترقيع بإجراء استفتاء أو إصلاحات قد تجاوزها الزمن لأن الدماء التي نزفت والأرواح التي أزهقت تنادي بالقصاص من هذا الحاكم المستبد الذي يتشبث بالسلطة وهو يجلس على أكوام من جماجم النساء والاطفال والشيوخ . وليت روسيا وقفت عند حد الفيتو لكنها وعلى لسان وزير خارجيتها أمس الأول طلعت بتصريحات مفخخة حاولت عبرها زرع الفتنة بالتخويف من أن رحيل الأسد يُعنى استلام السنة للحكم ولكنها نسيت في خضم تخبطها أن التخلص من الأسد هو شأن سوري بحت ومجمع عليه من كل أطياف اللون السياسي والمجتمعي والطائفي السوري وأن السوريين لحمة واحدة ونسيج ضام متكامل وأنهم في النهاية تعرضوا كلهم لظلم متساو من نظام بشار لذا تبدو حيلتها في العزف على وتر الطائفية محاولة يائسة ومردود عليها وتجارة كاسدة لن يقبلها أحد. وإذا أراد الروس خيرًا بالمنطقة فعليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وفك ارتباطهم بالأسد؛ لأنه ذاهب لا محالة وسيبقى الشعب الأبي هناك بكل أطيافه سيد مصيره، وهو من يقرر شكل الحكم بعد زوال النظام ولا يحتاج إلى نصائح من موسكو.