كانت علياء، الفرنسية السورية المقيمة في لندن تعيش حياتها في الاشهر الاخيرة قبالة شاشة تتابع القنوات الإخبارية. وامام حمام الدم الجاري في بلد والديها أرادت ان تفعل شيئا واستقلت الطائرة متجهة الى تركيا. ووفد عشرات مثلها من مختلف انحاء العالم للمشاركة الخميس في «قافلة الحرية» التي انطلقت من مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق) التركية واقتربت من الحدود السورية لكنها منعت من اجتيازها!. وقالت علياء البالغة 29 عاما من ردهة فندقها في انطاكيا (جنوب تركيا): «كانت فرصة للمجيء الى المكان واحضار المساعدة التي جمعناها». ووالدها المعارض السياسي السوري لم يتمكن من العودة الى بلاده بعد انهاء دراسته في فرنسا عام 1977. واستقرت العائلة في ديجون ثم في باريس حيث درست علياء في جامعة السوربون. وعام 2008 حصلت على منصب في دائرة الموارد البشرية في شركة امريكية في لندن. وقالت: «بعد ان كسر التونسيون حاجز الخوف بات لدي أمل، على غرار عائلتي برمتها واصدقائي العرب. لكنني اعتبرت ان موجة الديموقراطية ستقتصر على منطقة المغرب وكنت اظن ان الفرص ضئيلة في سوريا لان النظام قوي جدا». واضافت: «والدي الذي عانى جيله طويلا، أمضى سنوات يتصوّر ثورة في المقاهي، وتعذّر عليه ان يدفن والديه، قال: «اخيرا بدأ الشعب العربي يكسر قيوده». عندما بدأت التظاهرات الاولى في مدينة درعا (جنوب سوريا) كانت علياء من اوائل المتظاهرين القليلين أمام السفارة السورية في لندن. وقالت مبتسمة: «ثم امتدت التظاهرات إلى حماة. انتشرت الموجة. شاهدتُ عددًا من اعمامي على موقع يوتيوب». لكن عينيها اغرورقتا بالدموع عندما تحدثت عن مقتل احد ابناء عمّها في تظاهرة. الى جانب عدد من الناشطين التقتهم في التظاهرات، أسست مجموعة صغيرة هي «ستاند باي سيريا» (قف مع سوريا). ويلتقي افراد المجموعة كل يوم احد في ساحة الطرف الأغر ويحملون صور الضحايا ويعدّون البيانات ويطلعون الرأي العام البريطاني على مصير المنتفضين السوريين. وفي منتصف نوفمبر نفذوا تحركا رمزيا في تحية الى القتلى والجرحى في حماة وغيرها. وقالت: «نظمنا حفلات عشاء خيرية وبعنا اغراضا في المزاد وجمعنا اموالا اشترينا بها معدات طبية تنقلها منظمة أخرى الى المستوصفات السرية في سوريا». وعندما وجهت الدعوة الى «قافلة الحرية» قررت علياء واربعة من اصدقائها في لندن ملء اربع حقائب بالادوية وجمع المال والتوجه الى تركيا. وقالت : «احد ابناء عمي في مخيم اللاجئين المخصص للمنشقين من الجيش السوري سأذهب لزيارته . ثم سنجول في المخيمات لنرى ماذا يحتاج اللاجئون وكيف يمكننا مساعدتهم. سيأتي عضو في «ستاند باي سيريا» كل شهر لاحضار ما يمكننا جمعه». ككثير من الناشطين داخل البلاد وخارجها أكدت علياء أنها آمنت «دائما بالعمل السلمي. ولكن ينبغي الرضوخ للأمر الواقع، انتهى الامر. ينبغي دعم الجيش السوري الحر فوحده يحمي الشعب. لا أحد سيساعد سوريا. إنها فضيحة .. لكنه الواقع». هي واثقة بأن «هذا النظام سيسقط، من دون ان ندري وفجأة. علينا الاستعداد. اننا من ضمن كثيرين يفكرون في اعادة بناء حياتهم في سوريا. البلاد ستحتاج إلينا، إلى جيلنا».