عبر عدد من وكلاء وزارة الشؤون الإسلامية عن تفاؤلهم بتحقيق ورشة ((المسجد وخطبة الجمعة - «المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان»)) أهدافها التي رسمت من أجلها، وهي إبراز وتأكيد الدور المهم الذي يؤديه منبر المسجد والجمعة وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع ليكونوا فاعلين ومؤثرين وإيجابيين حيال جهود الدولة التنموية في مختلف القطاعات، والمساهمة في البناء الفكري للإنسان السعودي المسلم ليكون صورة مشرقة للنهضة التي تعيشها المملكة في شتى المجالات، مؤكدين الدور الفاعل المؤثر الذي يقوم به الخطيب تجاه الفرد والمجتمع. - في البداية أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري اهتمام الدين الإسلامي الحنيف بالخطبة، والحث على الالتزام بها وحضورها، ليبقى المجتمع متماسك البنيان متراص الصفوف، وأن تبقى هذه الشعيرة قائمة حية في حياة الناس، تؤدي أهدافها في إيصال رسالة سامية للمسلمين في اجتماعهم وفي ترتيب أمورهم ومناقشة أحوالهم ومستجداتهم، وكل ما تتطلبه الأمة من ضروريات وأولويات وحاجات، مؤكدا كذلك اهتمام الإسلام أيضا بالإنسان وكرمه، لما له من شأن عظيم ومكانة كبيرة، فحرص على تنمية الإنسان وبنائه من كل النواحي سواء البناء الروحي أو العقلي والعملي والفكري أو الجسدي أو الحضاري، مبينا أن من هذا المنطلق وهو الجمع بين شأن وأهمية خطبة الجمعة وقيمة الإنسان، حرص الإسلام على أن يؤدي خطيب الجمعة دوره المنشود بكل اتقان ومهارة. وناشد السديري الخطيب أن يتحمل الأعباء الكبيرة التي تزداد باطراد، فيوظف هذه الوسيلة الإعلامية المنبرية التوظيف الأمثل لها، وضمن الأطر العامة لمنهج الإسلام وأهدافه وهي الوسطية والاعتدال، والتي تتمثل سماتها في الخيرية والاستقامة واليسر ورفع الحرج والبينية والعدل، مطالبا الخطيب على العمل على تسليح الأمة بالأفكار المدعمة بالأدلة والبراهين للوقوف في وجه الدعاية المضادة. وقال: ومن هنا يتضح الدور المزدوج والمترابط الخطبة والمتلقي والخطيب، وعليه فخطيب الجمعة ملزم بتبصير الناس وإرشاده في صلاحه وصلاح المجتمع، فأثره بالغ ومؤثر، فهو قرين المربي والمعلم ورجل الحسبة والموجه، معتبرا الخطيب أشد فاعلية في نفوس الجماهير من أي جهاز آخر، وخلص إلى توقعه بنجاح الورشة وتحقق أهدافها المتطلع إليها. بناء المجتمع وطالب وكيل الوزارة لشؤون الأوقاف خالد بن عبدالله العبد اللطيف باستثمار منابر الجمعة إلى ما ينفع العباد في حياتهم وبعد مماتهم، معدا انعقاد فكرة (ورشة العمل) هدفا رئيسا للاستفادة من خطبة الجمعة في بناء الإنسان وتنمية المكان من خلال برنامج عمل يسهم في تعزيز دور منبر المسجد. وأكد العبد اللطيف على دور منبر الجمعة في بناء الإنسان المسلم من خلال توعيته دينيًا، وفكريًا، واجتماعيًا ليكون عاملًا مهمًا في بناء المجتمع المسلم وتنميته في جميع مجالات الحياة. ونوه بالرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي شهدته معه المنطقة في الأعوام الأربعة الماضية نهضة تنموية شاملة ومستمرة في شتى المجالات، وبما يمكن وصفه بأكبر ورشة عمل للمشروعات في مختلف القطاعات، مما يستدعي معه ضرورة مشاركة منبر الجمعة في حث المواطن والمقيم على ثرى هذه الأرض المباركة على استشعار مسؤوليته حيال جهود الدولة التنموية، والمشاركة الفعالة والإيجابية المؤثرة في إنجاح هذه المشروعات العملاقة، مؤكدا الجهود التي تبذلها الوزارة التي سيكون لها كبير الأثر في تحقيق الأهداف المرجوة من انعقاد هذه الورشة، والارتقاء بهذا المنبر العظيم ووضعه في مكانته الشرعية اللائقة به من خلال اختيار مايناسبه من خطباء وخطب تحقق التأثير المطلوب والغاية المنشودة. الوعي الديني - وقال وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي الدكتور مساعد بن إبراهيم الحديثي: إن إقامة هذه الورشة تأتي امتدادا لجهود الوزارة في تقديم كل ما يحقق رفع مستوى أداء الوزارة وفروعها وقطاعاتها والعاملين فيها لما يدخل في اختصاصات الوزارة المنوطة بها وأهدافها التي أنشئت من أجلها، مشيرا إلى أن للمسجد أثرا كبيرا في تقوية روابط الأخوة بين أفراد المجتمع. وقال الحديثي: ومن الأسباب المعينة على تحقيق الآثار الاجتماعية في بناء الإنسان وتنمية المكان أداء القائمين على المساجد وعلى رأسهم الخطباء لواجباتهم على أكمل وجه مستطاع وهذا متفرع عن معرفتهم بهذه الواجبات وإدراكهم لهذه المهمات وفهمهم لوسائل أدائها وعنايتهم بما يساعدهم على ذلك ومنه الاهتمام بالدراسات والمناشط للإسهام في نشر الوعي بذلك. - وقال الأستاذ سلمان العمري: لقد كان المسجد في تاريخ الأمة الإسلامية منطلقًا لبناء المجتمع، وأساسًا لنهضته، ففيه بناء الرجال، وتكوينهم، وتربيتهم، وإعدادهم لعمارة المجتمع حسيًا ومعنويًا، والمساهمة في تنميته وزيادة فاعليته. وفي خطوة إيجابية لتأكيد التأثير الهام الذي يؤديه منبر المسجد والجمعة، وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع، تنظم ورشة عمل «المسجد وخطبة الجمعة.. المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان «، ونحن بحاجة لإعادة تأثير المسجد، والمنبر، ودعم الخطاب الديني المتوافق مع منهج الوسطية والاعتدال، وتشجيع وتطوير وتنويع مجالات الشراكة المجتمعية بين منبر المسجد والقطاعات الحكومية والخاصة لتناول القضايا التي تخدم الوطن، وتصبّ في صالح المواطن. وهذه الورشة وما سبقها من ورش عمل قامت بها الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد أو فروع الوزارة مجتمعة أو منفردة، يعوّل عليها الشيء الكثير جدًا، وقد لمس الجميع بعضًا من ثمارها في قضايا عامة في إرشاد الناس وتوجيههم بتعاليم الإسلام، وبما يخدم الوطن، ويصبّ في صالح المواطن، كما لا ننسى المبادرات الإيجابية الهادفة للأئمة والخطباء لتطوير الأداء وابتكار المشاريع الإبداعية، وهم الذين يثرون هذه الورشة بالمفيد من واقع تجاربهم وخبراتهم في الميدان، ويبقى مشاركة الجهات الأخرى إيجابية لكنها لاتصل إلى مايقدم من المحور الرئيس، وهم الأئمة الخطباء، وفي هذه الورش أيضًا يتم تبادل الخبرات والتجارب الجيدة، وتناقش السلبيات بحثًا عن علاجها بالوسائل الممكنة ومن تجارب لذوي العلاقة.