كان المسجد في تاريخ الأمة الاسلامية منطلقاً لبناء المجتمع ، وأساساً لنهضته، ففيه بناء الرجال وتكوينهم ، وتربيتهم ، وإعدادهم لعمارة المجتمع حسياً ومعنوياً ، والمساهمة في تنميته وزيادة فاعليته. وفي خطوة ايجابية للعمل على إعادة أهمية رسالة المسجد، وتأكيد التأثير الهام الذي يؤديه منبر المسجد والجمعة ، وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع ليكونوا فاعلين ومؤثرين وايجابيين حيال جهود الدولة التنموية في مختلف القطاعات ، ينظم فرع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة مكةالمكرمة ورشة عمل (المسجد وخطبة الجمعة..المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، ونحن بحاجة لإعادة تأثير المسجد، والمنبر حيث تقع عليه مسؤولية كبرى في بناء الإنسان القوي الأمين ، الذي تعول عليه مجتمعاتنا الاسلامية لكي يستطيع المشاركة في مسيرة التنمية والمساهمة في خدمة المجتمع والتفاعل الايجابي، ودعم الخطاب الديني المتوافق مع منهج الوسطية والاعتدال، وتشجيع وتطوير وتنويع مجالات الشراكة المجتمعية بين منبر المسجد والقطاعات الحكومية والخاصة لتناول القضايا التي تخدم الوطن ، وتصب في صالح المواطن. وهذه الورشة وما سبقها من ورش عمل قامت بها الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والارشاد أو فروع الوزارة مجتمعة أو منفردة ، يعول عليها الشيء الكثير جداً، وقد لمس الجميع بعضاً من ثمارها في قضايا عامة في ارشاد الناس وتوجيههم بتعاليم الاسلام ، وبما يخدم الوطن ، ويصب في صالح المواطن ، كما لا ننسى المبادرات الايجابية الهادفة للأئمة والخطباء لتطوير الأداء وابتكار المشاريع الابداعية ، وهم الذين يثرون هذه الورشة بالمفيد من واقع تجاربهم وخبراتهم في الميدان ، وتبقى مشاركة الجهات الأخرى ايجابية لكنها لاتصل إلى ما يقدم من المحور الرئيس، وهم الأئمة الخطباء وفي هذه الورش أيضاً يتم تبادل الخبرات والتجارب الجيدة، وتناقش السلبيات بحثاً عن علاجها بالوسائل الممكنة ومن تجارب لذوي العلاقة. وحتى تعم الفائدة للجميع فإنني أتمنى على القائمين على هذه الورشة أن يتم طباعة أوراق العمل المتميزة ، وما فيها من مناقشات ومداخلات وتوصيات في كتيبات خاصة، ويتم توزيعها بين عموم الخطباء والأئمة، كي تعم الفائدة، وأن يتم توزيعها بين فروع الوزارة لتعميمها ونشرها على الخطباء الآخرين حتى تحقق أكبر قدر من الفوائد والإيجابيات، وبارك الله الجهد، وسدد الخطى ..والله الموفق. [email protected]