وجه المستشار الأسري عبد الرحمن القراش انتقادات حادة لبعض الأزواج الذين يشعرون بالحقد والغيرة على نجاح زوجاتهم ولديهم عقدة النقص من نجاحاتها وقال:»هناك حقيقة مرة نغفل عنها أو نتناساها عمدا وهي أن أغلب الرجال يشعرون بعقدة النقص من نجاح المرأة، ولدى البعض قناعة تامة بأن الرجل يجب أن يكون فقط هو الناجح والأقوى في كل مجال وإلا انتقص ذلك من رجولته، ناهيكم عن اقتناع البعض، بأنه لا مجال للمرأة أصلا للعمل والتميز إلا في بعض الوظائف المحدودة التي لا تتطلب إبداعا ولا تظهر إمكاناتها الكبيرة، خاصة إذا كانت حاصلة على قدر مناسب من العلم والتدريب والخبرة « وأشار إلى أن تلك النظرة الحاقدة على شريكة الحياة أدت الى زيادة وكثرة المشاكل الزوجية فى ظل نجاح المرأة وتقدمها وتميزها عليه:» تجد نساء في مقدمة المجتمع مبدعات وراقيات بالعلم والإبداع ولكنهن فاشلات في حياتهن الزوجية وذلك لأنهن لم يستطعن المواءمة بين العمل والبيت مقابل غيرة بعض الرجال من نجاحها « وأوضح أن بعض الأزواج عندما يشعر بنجاح زوجته وتفوقها عليه يتعالى عليها داخل عش الزوجية ويفتعل معها المشاكل، والبعض يصل به الحد إلى أن يساومها على راتبها مقابل عملها كما بعض السيدات للأسف يرضخن لهذا الابتزاز خوفا على بيوتهن من الخراب والبعض منهن لا تقبل بأن تكون «دجاجة بيّاضة لأبو شنبات» فتطلب فورا الطلاق. وأضاف القراش:»لذلك يا أخي الرجل تذكر أنك اخترتها وأنت تعلم أن لديها طموحا وظيفيا كبيرا، ووعدتها بالدعم والمؤازرة فيما تسعى إليه ولا توجد منافسة بينكما من أي نوع فكن واثقا بنفسك، وعليك أن تذكر نفسك دائما بأنها اختارتك هي لأنك ناجح وطموح، وإذا بدر منها بعض التصرفات فكن حليما صبورا، والفت نظرها برقة فمفتاح المرأة قلبها «. ودعا الأزواج الذين حققوا قدرا من النجاح العملي اقل من زوجاتهم أن يعيدوا تقييم أوضاعهم المهنية والعملية، وأضاف:» إذا كنت لا تشعر بالرضا عن عملك الحالي فلا تتردد في البحث عن عمل آخر يعيد إليك الرضا الذاتي والفخر بما تعمله وإذا كنت راضيا عن عملك وتحبه فلم لا تسعى للتقدم أكثر فيه ومضاعفة الوقت الذي تقضيه في عملك حتى تصل إلى ما تطمح إليه» ونصح المتزوجين بألا يكونوا أنانيين ويطلبوا من زوجاتهم التخلي عن عملهن الذي يحببنه، حتى يحافظ على هيبته ووقاره واحترامه أمام زوجته وأسرته وأمام نفسه أولا:» واظهر دائما لزوجتك الدعم والاحترام الذي تستحقه في كل الأوقات ولا تتعمد إهانتها أمام الآخرين فقط لتثبت أن مكانتك أعلى منها دائما .. فمجتمعنا يدرك أن المرأة مهما ترقت في مناصبها لا تزال تنظر لزوجها بنوع من التقدير والإجلال فهي إن كانت لا تحترمك أصلا لم تكن لتكمل هذه العلاقة معك»