المطاعم وسرعة فتحها تابع الكثيرون حادثة إغلاق أحد المطاعم المشهورة في مدينة الرياض، ولو كان مطعما واحدا لهان الخطب، ولكنه كما قيل: ولو كان سهما واحدا لاتقيته ولكنه سهم وثان وثالث فتتابعت الإعلانات المستحية، بمطعم ثاني وثالث.......... وهذا أمر يدعو للحيرة!!! فتتابعت حوادث الغلق من البلدية لمطاعم أخرى، ومسكين من خرج بعائلته ليذهب بهم لمطعم قد يكون سببا لمغرم!!! العجيب في الأمر أن أغلب هذه المطاعم المغلقة من المطاعم الفخمة، والتي يدفع مرتادوها مبالغ عالية بالمقارنة مع المطاعم الأخرى، وربما هذا سبب من أسباب المرارة الكبيرة، فهي لم تنفق على راحة مرتاديها بنفس الدرجة التي تربحها منهم. والأعجب الذي يدعو للدهشة ويجلب للنفس المرارة، أننا لم نعرف باسماء هذه المطاعم من خلال البلديات التي باشرت إغلاقها، أو من خلال المجالس البلدية التي يفترض قيامها بمهام مماثلة. وكم شعرت بالمرارة حين اكتشفت بأنني أحد زوارها، وأني كنت يوما ما ممن دخلها وغرر به الدعاية المضللة لها. وأذكر قصة قيلت لشاب بعد أن شاهد الأرباح المدهشة للمطاعم حدثته نفسه بفتح مطعم خاص به وبالفعل أقام المشروع وفتح المطعم لكنه فوجئ بالخسارة التي لحقته بعد فتحه وقرر بيعه وبالفعل باعه لشخص التقى به بعد فترة ورآه وقد جنى أرباحًا من هذا المطعم فسأله ما السبب وماذا فعلت ولم أفعله أنا!؟ فسخر منه وأخبره بأن اهتمامه بجودة الأكل ومدة صلاحيته هي السبب فأسعارها مرتفعة مقارنة بأسعار اللحوم المنتهية الصلاحية والتي نجلبها من المكان الفلاني بأرخص الأسعار. وهنا تفرض ورقتي من السنة للأسرة نفسها: وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم حين يقول: ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. رواه الترمذي ورقتي للأسرة وخاصة الزوج: هل فكرت يوما أن تأخذ يد امرأتك بعد أكلكم لوجبة لذيذة من يديها، وأمام أولادك وبناتك فقبلت يديها [يديها فقط] وقلت لها أمامهم: بارك الله بيديك الطيبتين ورزقك الصحة، وتشكر لها صنيعها وهمتها ولذة طعامها؟ إن فعلنا فهذا قريب جدا من سنة قولية ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : من صنع لكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. ولمن استنكر علي قولي آنفا [يديها فقط] وأحسب أنه ممن من الله عليه بمشاعر غير مكبوتة، أقول له: أما أنت فجرب أن تقبل يديها وتلعقها أيضا، وتذكر حديث محمد عليه الصلاة والسلام بابي هو وأمي: فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا» , قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ ذَلِكَ: سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «وَلَا يَرْفَعْ الصَّحْفَةَ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ». وقد صح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. [email protected]