نكران الجميل يتنافى مع طبائع النفوس السوية، ومن الصعوبة بمكان أن يكون ناكر الجميل سويا في نفسه أو مستقيما في سلوكه وطبائعه ما ينعكس بالدرجة الأولى على ذاته وشخصيته وعلاقته مع غيره.. فيغض الناس من خدمته بعد أن يكتشفوا حقيقة مرضه الدفين في نفسه. وكثيرة هي النماذج التي نسمع عنها بين الحين والآخر لما يمثل عقوقا للوالدين بنكران جميلهما، أو عقوقا للمعلم الذي أدى واجبه نحو طلابه في مقاعد الدراسة، أو جحود مدير حرص على الارتقاء بمستوى موظفيه، أو أصدقاء تقطعت بهم صلات المودة والصداقة بعد أن تنكر بعضهم لبعض.. وغير ذلك مما تزدحم به العلاقات الاجتماعية من عاهة نكران الجميل والمعروف، ما يجعلنا نتذكر المثل الشائع على الألسنة (جزاء سنمّار). كل منا مطالب بالوقوف وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر ليتأكد من خلو نفسه وضميره من إثم العقوق ونكران الجميل والإساءة إلى من أحسن إليه أو ممن كان سببا في سعادته، مسترجعا قول الرسول الكريم: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فأدعو له حتى تعلموا أن قد كافأتموه). علي عائض عسيري شرورة