سادساً : قدم خدماتك للناس: ان من يسعى في خدمة الناس وقضاء حوائجهم يستطيع بإذن الله ان يكسب قلوبهم، بل ان خدمتك للناس من اجل الاعمال، بل انها من الأعمال التي يحبها الله تعالى، بل فضلها النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف واين؟ في مسجده الذي تضاعف فيه الصلاة عن ألف صلاة!! ومع ذلك السعي في قضاء حوائج الناس افضل من الاعتكاف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أحب الناس الى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الاعمال الى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، او يكشف عنه كربة، او يقضي عنه دينا، او تطرد عنه جوعا، ولأن امشي مع اخ في حاجة احب الي من أن اعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا). ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد هذا الامر واضحاً في حياته وتصرفاته فهو يذهب مع الجارية حتى يقضي حاجتها صلى الله عليه وسلم ، فهل يحتذي الدعاة والمصلحون حذو رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب العظيم؟. وينبغي لمن خدم الناس أو سعى في حوائجهم الا يشعر أحداً منه بمنة واذى حتى تقع الخدمة موقعها ويحصل الاثر المرجو فيها من الأجر والثواب. سابعاً : نادهم بأحب الأسماء اليهم: ليس من اللائق ابداً ان ينادي الانسان غيره بأوصاف مقززة لانها تثير الاحقاد والضغائن في النفوس، وتقطع اواصر المحبة في القلوب، والهدي النبوي في هذا ان تنادي الناس بأحب الاسماء اليهم، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (ثلاث يصفين لك ود اخيك : تسلم عليه اذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب اسمائه اليه. وكان صلي الله عليه وسلم ينادي الناس بأحب اسمائهم، حتى الاطفال الصغار وكان يكنيهم احياناً، يا ابا عمير ما فعل النغير. وسؤالك للأخ عن اسمه مؤشر على اهتمامك به ودليل على حرصك عليه، خاصة اذا بدأت تكرار اسمه اثناء حديثك معه، عندها يشعر انك مهتم به وليس كما يفعل البعض يسأل عن الاسم ولو سألته مرة أخرى عن اسمك لم يحر جوابا!!. عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اذا آخيت اخا فسله عن اسمه، واسم ابيه، فإن كان غائباً حفظته، وان كان مريضاً عدته، وان مات شهدته) وعن يزيد بن نعامة الضبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (اذا آخى الرجل فليسأله عن اسمه واسم ابيه وممن هو، فانه اوصل للمودة) وهكذا اذا اردت ان تكسب الآخرين فاذكر اسماءهم لأن اسم الرجل هو من اقرب الطرق لكسبه. ثامناً: اشكرهم وامدحهم بما هم أهله: النفس بطبيعتها تحب ان تشكر وان تمدح، اذن لماذا لا نشكر الناس على فعلهم؟ ولماذا لا نثني عليهم بما هم اهله ويستحقونه خاصة اذا لم يترتب على هذا الثناء فتنة؟ وليس فيه مبالغة ولا كذب، وتأمل منهج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ارحم امتي بأمتي ابوبكر، واشدهم في امر الله عمر، واصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وافرضهم زيد بن ثابت، واقرؤهم ابي بن كعب، ولكل امة امين وامين هذه الأمة ابو عبيدة بن الجراح). وعن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (اللهم لا عيش الا عيش الآخرة، فاكرم الأنصار والمهاجرة). عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صنع اليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه). تاسعاً : كن متواضعاً ولا تتعالى على الناس: ان من أسباب كسب الناس ان يتواضع المرء لهم، وان لا يشعر الناس منه انه متعال عليهم او انه ينظر اليهم من برج عاج. ومن اعظم الناس تواضعاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكان يدخل الداخل عليه فيسأل اين محمد؟!! ليس له مكان خاص به!! وكان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس، كان يسلم على الصبيان ويمازحهم، وكان يقف مع الأمة حتى تقضي حاجتها منه صلى الله عليه وسلم، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان التواضع رفعة للانسان فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ما تواضع احد لله الا رفعه الله) وفيه ايضاً وجهان احدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه والثاني ان المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا، قال الحسن رحمه الله : هل تدرون ما التواضع؟ التواضع : ان تخرج من منزلك فلا تلقى مسلماً الا رأيت له عليك فضلاً. وصدق القائل: تواضع تكن كالنجم لاحا لناظر على صفحات الماء وهو رفيع، ولا تك كالدخان يعلو بنفسه الى طبقات الجو وهو وضيع، فأقبح شيء ان يرى المرء نفسه رفيعا وعند العالمين وضيع.