فيما كانت دبابات النظام السوري تدك أحياء بكاملها في حمص وحماة، كان رئيس النظام السوري وزوجته مشغولين بالتبضع الالكتروني، والتهكم على الثوار، هذا ما كشفته رسائل البريد الالكتروني للرئيس السوري على مدى شهور منذ اندلاع شرارة الثورة، وبرغم ان العام المنصرم هو بلا ريب الاصعب في حياة بشار الاسد، دكتاتور سوريا الذي يوشك على السقوط، حيث كشف بريده الالكتروني عما يهمه حقا هو وزوجته، إذ اشتملت الرسائل التي أمكن اعتراضها، وفضحتها صحيفة «جارديان» البريطانية، على السخرية من فكرة الديمقراطية، كما فضحت مشتريات بقيمة الاف الدولارات على الانترنت، من بينها مجوهرات ثمينة لزوجته، أدوات وأجهزة إعداد كعكة الشوكلاتة والحصول بكل ثمن على الفيلم الجديد لهاري بوتر. ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية المعروفة بجديتها، سلسلة من الرسائل الالكترونية الشخصية التي قيل أن بشار الاسد بعثها، وزوجته اسماء. وتقول الصحيفة أنها حصلت على البريد الالكتروني من منظمة معارضة سورية نجحت في التسلل الى مراسلات البريد الالكتروني الشخصي للرئيس، الذي فتح حسابا شخصيا تحت اسم «سام» ([email protected]) وزوجته أسماء تحت اسم ([email protected]). وبالاجمال نجحت المنظمة في اعتراض 3 الاف رسالة الكترونية من يونيو العام الماضي بعد ثلاثة اشهر من اندلاع الثورة الى ان تم اكتشاف اختراق العناوين مؤخرًا. وتكشف إحدى الرسائل الالكترونية الرأي الحقيقي للاسد في الديمقراطية. ففي 9 يوليو الماضي كتبت له زوجته: «سأنهي اليوم في الخامسة. احبك». فرد عليها الرئيس: «بشراكِ هي الاصلاح الافضل الذي يمكن للدولة ان تحصل عليه. نحن سنتبناها بدلا من كل قوانين القمامة هذه عن الاحزاب، الانتخابات الحرة، الاعلام». وفي 5 فبراير الماضي، بعد يوم من قصف قوات الاسد لحمص قتل خلاله مئات من سكانها. بعث الأسد لزوجته ومساعديه رابط لأغنية أنزلها في منظومة الاغاني الموجهة ل «ابل»، أي تيونز، للمغني الامريكي بلايك شيلتون. والتي تبدأ بكلمات: «الانسان الذي أنا مؤخرا. لست من أريد أن أكون». وبمناسبة ال أي تيونز: تثبت الرسائل الالكترونية بان الاسد نظم لمقرب له عنوانا الكترونيا امريكيا. لماذا؟ كي يتمكن من أن ينزل له أغانٍ من الشركة الامريكية ويتجاوز العقوبات الشخصية التي فرضتها عليه الولاياتالمتحدة. ومع القنابل أم بدونها، لم تتوقف أسماء الاسد للحظة عن التبضع. اذ اشتمل بريدها الالكتروني على وثائق بمشتريات بعشرات الاف الدولارات عبر الانترنت. وضمن أمور اخرى اشترت، مباشرة أو من خلال مقربيها، أثاثا فاخرا من محلات حصرية في لندن. اشترت اغطية وطاولات، ومفارش وجملة كبيرة من السلاسل واحذية بعدة الاف جنيه استرليني لكل زوج، ورسومات، ودرة التاج جهاز فوندا لإعداد كعكة الشوكلاتة السائلة. في رسالة أخرى في 20 نوفمبر الماضي كتبت اسماء لعزمي ميقاتي، وهو رجل أعمال لبناني وابن شقيق رئيس الحكومة اللبنانية: «مرحبا، شكرا جزيلا! انت ستأتي الى هنا قريبا؟ فهلا جلبت لي رجاء فيلم هاري بوتر وكنوز الموت؟ قبلاتي». وفي رسالة بتاريخ 17 يونيو أمرت أسماء أحد افراد العائلة بان يشتري في هيرودوس مزهرية بقيمة 2.650 جنيه استرليني. تفضح الرسائل الالكترونية أيضا معلومات عن المساعدات الايرانية للاسد. من بينها رسالة طويلة تلقاها الاسد في 31 ديسمبر الماضي من أحد مستشاريه الهامين يوصيه ماذا يقول في سلسلة خطابات هامة أمام الامة. الرسالة تبدأ بكلمات: بعد التشاور مع عدد كبير من الاشخاص، بمن فيهم المستشار السياسي للسفير الايراني، جمعت عدة نقاط عليك أن تشدد عليها في خطابك. وتوصي الرسالة الاسد باستخدام لغة «قوة وعنف» والإعراب عن الشكر «للدعم من الدول الصديقة»، «والتركيز على المبادئ السورية: المقاومة والعداء لاسرائيل». كما تلقى الرئيس السوري رسائل الكترونية من حسين مرتضى، وهو رجل أعمال لبناني مقرب من الحرس الثوري. في رسالة في 24 ديسمبر، يقترح فيها مرتضى على الاسد الكف عن اتهام القاعدة بالتفجيرين اللذين وقعا في دمشق من أجل «عدم الشقاق». من بين الرسائل تبادل للرسائل مثير للاهتمام بين اسماء الأسد وابنة أحد الحكام العرب. ظل لطيفا في البداية الى أن اقترحت ابنة الحاكم العربي على الزوجين بشار واسماء الاسد التنحي والحصول على ملجأ سياسي في بلادها. إذ قاطعتها أسماء منذ ذلك الحين. لكن الرسالة عديمة الحساسية اكثر من غيرها كانت في 29 ديسمبر الماضي في نفس الاسبوع الذي وصل فيه المراقبون من الجامعة العربية الى سوريا، فقد بعث الاسد لزوجته ومساعديه رابطا لفيلم على اليو تيوب. الفيلم هو تعقيب حكومي على فيلم نشرته المعارضة. الفيلم الاصلي يظهر دبابات سورية في حمص. المحاكاة احتلال حمص على أيدي دمى. احدى مستشاراته الاعلامية اجابته: «ها ها ها!!! او ماي جود (يا الهي)! هذا مذهل!».