ورقة افتتاحية: من يتأمل ويرصد الساحة الفضائية هذه الأيام يلمس كثرة وتنوعا وغزارة في برامج وأنواع الأناشيد، بل شاهدنا تخصيص قنوات لا تبث غير الأناشيد طيلة الأربع وعشرين ساعة. والبعض منها صارت تقوم بزيارات لبعض مدننا لإقامة بعض الحفلات وبأرقام غالية جدا للتذكرة الواحدة!! بعض الأمهات كما رصد وثبت هذا ، تقول بأنها وجدت تعلقا كبيرا من أبنائها وبناتها بهذه القنوات التي بدأت بغزو قلوب الأطفال، وأنها تتركهم الساعات الكثيرة متسمرين خلف الشاشة التي تصدح بالأناشيد، وتقول فرحة: بأنها صارت تجد وقتا لإنهاء أعباء بيتها واستغلال هذا التعلق. لكني أريد أن أناقش محتوى بعض الأناشيد، وهل هي مأمونة الجانب أم تنطوي على معاني غير جيدة؟. وهل ترك الطفل أمام الأناشيد في وضع المستقبل فقط، وتغييب أدوات الحديث عنده وتهميش بقية المهارات لديه وتركه متسمرا أمام شاشة لا يوجد بها غير أناشيد سينساها بسرعة، ولن تضيف أي مهارات معرفية له، إلا إن كان تقليد البنات الصغيرات بالرقص واللحن شيئا نفيسا. فهل هذا الأمر مما يحمد ويحث عليه؟ تأملوا: أتيناكم أتيناكم وحيونا نحييكم وتأملوا: لئن قعدنا والرسول يعمل لذاك منا العمل المضلل وتأملوا هذه الجمل للصغيرة حلا الترك: أخاف أخاف لحالي أخاف مابي ما بي مو لازم أنام آنا آنا ما أبغى أناااااام وتأملوا: هناك وحش في الدولاب ليست إلا ثياب خلف النافذة أفعى مخيفة ليست إلا دودو لطيفة وهذه الأناشيد الأخيرة تحديدا سمعتها غير مرة من بعض الأطفال، فهل معناها مما يحمد؟ ألا تستدعي بعض ألفاظها الخوف وما يترتب عليه من النفور من النوم، أو استجلاب الفزع الليلي والأحلام المفزعة لدى الأطفال؟ ألا يوجد من يقوم بمراجعة محتوى النشيد قبل عرضه ومن ثم مدى ملاءمته لعقليات الأطفال؟ وهل يعي القائمون على برامج الأناشيد فئة المتلقي له وسهولة التأثير عليهم؟ وهل يعون أنهم سريعو التأثر، ولا يملكون الخبرة والمعرفة الكافية للنقد والتمحيص؟ أيظنون مثلا بافتراض فهم الأسر ووجود من يقوم بالتوجيه؟ لعلها دعوة من هذا المنبر لأصحاب القرار والقائمين على إخراج هذه الأناشيد، أن يراعوا المحتوى ومدى ملاءمته للمستهدفين وبخاصة الصغار منهم، سدد الله الجهود وبارك فيها. ورقة من السنة: لست ضد هذه البرامج أو ضد تذوق الشعر فهي خير بديل للأغاني المحتوية على الموسيقى. وكان النبي يستمع للشعر ويتفاعل معه، وكان يستمع مرة للخنساء وقال لها مرة: هيه يا خناس. وقال لحسان اهجهم وروح القدس معك، وقال أصدق كلمة قالها شاعر لبيد، وهي: ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل ورقة الختام من شعر الإمام أحمد بن حنبل: دين النبي محمد أخبار نعم المطيه للفتى آثار لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار