إن ما نسمع به يحدث عند بعض العوائل وللأسف من التفرقة في معاملاتهم لأبنائهم وكذلك في العطية أمر نهى عنه الشرع وذلك لأن الأصل وجوب عدل الأب بين أولاده في العطاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع إليه بشير بن سعد أنه يريد أن يفضّل ابنه النعمان على غيره، قال صلى الله عليه وسلم: أكل ولدك منحتهم مثل ذلك؟ قال: لا فقال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، وقال: أترضى أن يكونوا لك بالبر سواء؟ قال: نعم ، قال: فلم إذًا، وقال: إني لا أشهد على جو. وقال: «أشهد على هذا غيري»، فقد دلّ هذا الحديث على تحريم تفضيل الأولاد بعضهم على بعض، فإن التفضيل يسبّب القطيعة بينهم وبغض بعضهم بعضًا ومفارقة بعضهم بعضًا وحقد بعضهم على بعض، والعدل بينهم يسبب التئامهم وجمع كلمته. وهناك نقطة يجب على الوالدين مراعاتها فقد يكون في بعض الأولاد رقة مع الأب، وبعضهم يجد منهم جفاء وعقوق، ولكن لا ينبغي أن يعالج الشر بالشر، وإنما يعالج الشر بالخير والعدل.