يحرص الاسلام على اشاعة العدل بين الاولاد ويحض الآباء على عدم التفريق بين اولادهم. عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: اعطاني ابي عطية فقالت امه عمرة بنت رواحة: (لا ارضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:.. فأتى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: (اني اعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فامرتني ان اشهدك يا رسول الله). قال عليه الصلاة والسلام "اعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فاتقوا الله واعدلوا بين اولادكم" قال: فرجع فرد عطيته. يحرص الاسلام على بناء الاسرة وعدم خلق مايفجرها من داخلها حينما تسود روح البغضاء بين افرادها.. لا سيما بين الاخوان بسبب ان الوالدين يخصان احد الابناء الرعاية الزائدة دون اشقائه، فتتولد البغضاء في صدور الاشقاء وتسكن في صدورهم كراهية اخيهم المحظوظ.. والشواهد قائمة في عصرنا الردئ ببعض اهله.. نجد ابا يغدق على احد الابناء ويخصه دون اشقائه بالرعاية وتلبية طلباته، بينما يحجب هذه الرعاية عن ابنائه الآخرين.. وهنا تمتلئ الصدور بالحقد الذي قد يطول الوالد وتتشبع نفس الاخوة بكراهية شقيقهم.. لهذا ينهى الإسلام عن التفريق في المعاملة بين الابناء ويحذر منها، لكي يستقيم بناء الاسرة التي هي قاعدة المجتمع وبناؤه، ولكي يخرج الابناء اسوياء بعيدين عن روح انتقام بعضهم من بعض.