يعلق كثير من المثقفين وأصحاب الرأي آمالاً كبيرة على فكرة الحوار الوطني للمساهمة في مناقشة قضايا ذات حساسية وأهمية تعود بالخير للوطن. وقد فتحت فكرة الحوار الباب لدخول مفاهيم جديدة لم يتعودها المواطن السعودي كالوطنية والأمة والمشاركة السياسية والإصلاح، وهي محطة انطلاق فكري إذا أحسنت النخبة الثقافية في المجتمع - بمختلف تياراتها - توصيلها للمواطن العادي. وقد حملت كلمة الملك عبدالله -ولي العهد آنذاك- الذي افتتح بها اللقاء الأول للحوار الوطني (الرياض: 15-18 ربيع الثاني 1424ه (16-19 يونيو2003) ما يمكن اعتباره رؤاه للإصلاح، أشار فيها إلى ما يلي: • الوعي بما يحيط بالوطن من أخطار، والتنبه إلى ما تحدثه عوامل التنافر والشقاق بمختلف أشكاله القبلية أو الإقليمية أو الفكرية من هدم لعرى التماسك والترابط في ظل الوطن الواحد. • التنبيه إلى أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في ما هو خير. • إنه لابد من أخذ الواقع المعاصر بعين الاعتبار وضرورة السير في القضايا المختلفة داخل مضمار الحوار العلمي الموضوعي الهادئ البعيد عن التنافر ووحشة القلب وإساءة الظن. • إن من أقوى دعائم الوحدة الوطنية الاهتمام بمعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن، والتوازن في توزيع برامج التنمية بين مناطق المملكة والاهتمام بالمناطق الريفية بهدف استكمالها للخدمات الأساسية ومعالجة ضعف الأداء في الأجهزة الحكومية وخاصة تلك المرتبطة بالشأن العام. هذه القضايا جاءت بمثابة رسالة فحواها أن لا شيء فوق النقد، وأن أي خطاب ينطلق من رؤية وطنية صادقة ويهدف إلى الصالح لا حرج من طرحه ونقاشه وتناوله. ولنا عودة