عندما تشاهد لقاء أو حوارا ضيفه مسؤول أو أكاديمي غربي تجده يجيب باختصار وبتركيز عبر كلمات تستطيع أن تعدها لو أردت دون استحضار سؤال سابق ودون الدخول في جدل مع مذيع أو ضيف آخر وحتى إذا ما تم استفزازه فالابتسامة حاضرة تختصر تمسكه بوجهة نظره، ويبدو لي أنهم لا يبحثون عن انتصار للرأي بقدر ما يريدون تقديم وجهة نظر (تحتمل)الصواب أو الخطأ..الحال لدينا مختلف تماماً، العرب آراؤهم لا تحتمل الخطأ،وهم في الأصل لا يحضرون لتقديم وجهة نظر! إنما لفرض أفكارهم (غصبا)على المذيع والمتحاورين والمشاهدين والويل والثبور لمن أراد أن يختلف! فينطلق قاموس الشتائم والإتهامات والعمالة وقد يصل إلى أصله وفصله ولا مانع من التطرق إلي شكله وقد تتحول اللغة إلى فيزياء في مرحلة متقدمة فيتدارك مسؤولو القناة ذلك بقطع البث لحفظ قليل من الاحترام للمشاهد! المشهد الإعلامي يجسد واقع المجتمع في التعاطي مع قضاياه! الطريف أن الجميع يبدأ حديثه ب(أحترم وجهة نظرك ولكن..) ومن هنا تبدأ رحلة أكون أو لا أكون!! حسام عبد الله المصيبيح -جدة