يعد المحدث عبدالعزيز بن عبدالله الزهراني أحد الرموز الأدبية في منطقة الباحة حيث كان عضوًا في ادبي الباحة ورئيسًا للجنة المكتبة بالنادي. ولد الزهراني في عام 1352ه بقرية بني عمار (إحدى قرى محافظة المندق)، ودرس على يد العديد من العلماء والفقهاء داخل منطقة الباحة وخارجها، حيث تلقى تعليمه الأولي في قراءة القرآن ومبادئ التوحيد لمدة عام تقريبًا في كُتَّاب (المندق) على يد الشيخ عبدالله بن سعدي، رحمه الله، ولم يتعلم الكتابة بعد في ذلك الوقت. ثم تزوج وانتقل إلى مكةالمكرمة للبحث عن عمل، وفي مكة عمل جنديًا لمدة ثلاث سنوات بشرطة العاصمة المقدسة، بعدها التحق بأمانة العاصمة المقدسة وعمل بها قرابة خمس وعشرين سنة. وأثناء فترة إقامته بمكةالمكرمة اتجه لحضور حلقات الدروس التي كانت تعقد بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وبعد صلاتي المغرب والعشاء حيث حضر دروس الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام، والشيخ يحيى بن عثمان المكي، والشيخ حسان مشاط. وأمضى أكثر من عشر سنوات في ملازمة الشيخ المحدِّث أبو محمد عبدالحق بن عبدالواحد بن محمد بن هاشم المدرس بالمسجد الحرام، ودرس على يديه صحيحي البخاري ومسلم، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وتفسير ابن كثير، وأجازه شيخه المحدث العلامة في الكتب التالية: القرآن الكريم، موطأ مالك، صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داوود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، سنن الدارمي، سنن الدارقطني، سنن البيهقي، مسند أحمد، صحيح ابن خزيمة، صححيح ابن حبان، صحيح الحاكم، تفسير الجلالين، تفسير ابن كثير، تفسير الطبري. كما أمضى زمنًا في ملازمة الشيخ الفقيه المحدث سليمان بن عبدالرحمن الحمدان المدرس بالمسجد الحرام وقرأ عليه كتاب التوحيد مرارًا تزيد على الثمانى مرات وقرأ عليه شيئًا في صحيح البخاري وحصل على إجازةً بالسند العالي من شيخه في الكتب التالية: الكتب الستة، موطأ مالك، مسند أحمد، كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وبقية أسانيده وإثبات الأسانيد المجاز بها ومؤلفات شيخه من نظم ونثر.حصل على إجازة بالسند العالي من الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد وأجازهما بما عنده من أسانيد على طريقة التدبيج المعروفة عند المحدثين. كما أجاز عددًا من المهتمين بعلم الإسناد من طلبة العلم وأساتذة الجامعات والقضاة ممن تنطبق عليهم شروط الإجازة. استغناء بالإنترنت كل هذه الرحلة الطويلة مع العلم والمعرفة استوجبت من المحدث الزهراني أن يستعد لها بمكتبة تعينه على الدرس والمذاكرة، فعن مكتبته يقول عبدالعزيز: أسست مكتبتي عام 1378ه ولم يساعدني أحد في إنشائها، وكنت أحصل على الكتب في كثير من الأحيان عن طريق الشراء، وكذلك حضور المعارض التي تقام للكتب، كما أن الكثير من الأصدقاء يقومون بإهدائي العديد من الكتب.. والحق أني لا أعلم عدد الكتب بمكتبتي، إلا انها تتجاوز الخمسة آلاف كتاب، أغلبها عن الحديث والسيرة والتاريخ وبقية الكتب الاسلامية إلا أنها غير مرتبة. كل هذه الكتب التي تجاوز عددها بحسب إشارة الزهراني الخمسة آلاف استعاض عنها بالإنترنت، ولم يعد يطلع عليها في صفحاتها، حيث يكشف عن ذلك بقوله: لم أعد أطلع على تلك المجلدات؛ حيث استغنيت بالإنترنت عن تلك، فاليوم أصبحت أجد جميع الكتب في الكمبيوتر بالرغم من تجاوزي سن ثمانين عاما إلا إنني استطعت تعلم أساسيات الكمبيوتر والاطلاع من خلاله على جميع الكتب المتوفرة وفي وقتنا الحالى أصبح الكثير يعتمد على الإنترنت بشكل كبير، حيث نحصل من الإنترنت على المعلومة بسرعة ومن مصادر مختلفة. وعن الإعارة يقول عبدالعزيز: إن أبواب المكتبة المفتوحة للجميع لمن أراد الاطلاع والبحث، إلا انني أوقفت الإعارة لأن هناك الكثير من الناس يستعيرون منها، وبسبب عدم ارجاع الكتاب لم أعد أعير الكتب للآخرين، فهناك الكثير من الكتب التي فقدت مني بسبب الاعارة. ومع تقدم العمر لم أعد اقرأ كثيرًا وذلك لضعف البصر، فقد كنت طوال اليوم منهمكًا في القراءة، حتى انني ازعجت اسرتي بالمكوث داخل المكتبة فجل وقتي في هذه المكتبة أطلع على الجديد من الكتب عبر الشبكة العنكبوتية ومن كثرة مكوثي في المكتبة فان اسرتي وابنائي ينتظرون حضورى الى وجبات الاكل بالساعات حتى عرفوا انني اقدم القراءة على الطعام. مؤلفات عديدة ويتابع الزهراني حديثه مبينًا ما ألفه من كتب بقوله: حين انتقلت إلى الباحة قمت بتأليف كتاب معجم رواة الحديث الأماجد من علماء زهران وغامد وطبع في ثمانية مجلدات وفيه نوادر كتب تراجم رجال الحديث على القبائل وأحوال الرواة ثقة وضعفا وبلغ عدد الاحاديث التي اوردتها اربعة واربعين حديثا وخمسمائة واثنى عشر الف حديث، كما قمت بتأليف عدد من الكتب ومنها كتاب خواطر اسلامية وكتاب صور من سيرة شباب الرعيل الاول وكتاب الدفاع عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه. وعن إجازته في الحديث يشير الشيخ الى انه اجاز أكثر من مائة وثمانين عالمًا منهم ثلاثون دكتورًا في الجامعات السعودية ومنهم: فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الاعلى للقضاء، وفضيلة الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء سابقا، وفضيلة الدكتور الداعية عائض القرني، ورئيس محاكم منطقة الباحة سابقا الدكتور مزهر القرني.