تُشَوَّه الصورة الجميلة.. لا لشيء.. ولكن لأنها قديمة وليست مناسبة لجدار جديد مزخرف..! باسم الحرية.. يُسخِّر البعض طاقته في السخرية من تاريخه الإسلامي بحجة أنه زمن وانتهى ولا علاقة للماضي بالحاضر..! باسم الحرية.. تنتهك قيمنا ومبادئنا الإسلامية.. تحت شعار التقدم والحضارة.. مع أنّ حضارتنا ما قامت إلا بديننا العظيم ومبادئه الراقية.. التي جعلت من المسلمين سادة في أغلب بقاع الأرض..! باسم الحرية.. ينطق الجاهل بما لا يعرف.. ويدعي أنه مثقف..! باسم الحرية.. تُشتم العقيدة.. ويتم التطاول على نبيّنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أشرف وأطهر الخلق، بحجة إبداء الرأي..! مسكينة أنتِ أيتها الحرية.. أصبحتِ شمّاعة لكلّ من تسوّل له نفسه بالتعدي على الآخرين..! وأتساءل لماذا هذا التعتيم على المفهوم الحقيقي للحرية..؟! ويلبس برداء غير ردائه؟.. هل لأنّ الحرية عند البعض تعني الانفلات من الدين والانسلاخ من القيم الإسلامية؟.. أم لأنّ التجاوز على الدين والعقيدة والمقدسات الشرعية أقصر طريق للشهرة؟.. أم لأنّ الحرية انحصرت في الثقافة الغربية المستوردة..؟! عجيب أمرنا حقاً.. لم أر شخصًا ينهش في جسده بقسوة مثل من يدعون الحرية.. فأوّل ما يبدؤون حريتهم المغلوطة يبدؤونها على أنفسهم.. أهناك أغرب من شخص يحارب نفسه بنفسه..؟! قرأت لكثير من كتّاب الغرب.. فما وجدتهم يحاربون عقائدهم أو يسخرون من تاريخهم وأفكارهم.. بقدر ما وجدته بين صفوف بعض كُتّابنا المسلمين.. والذين أول ما يمنحهم الله عز وجلّ هبة الكتابة.. يتجرؤون على فكرنا وعقيدتنا دون احترام لمشاعرنا نحن.. وأيّ حرية هذه التي هي إيذاء للطرف الآخر، وتجاوز للحدود..؟! من المحزن أن تقرأ لكاتب أمريكي مُتحرِّر من أمثال الدكتور هنري ماكو في مقال له: «عن البرقع مقابل فسوق المرأة الغربية» يبدي فيه رقي المرأة المسلمة في عدة جوانب ويشيد بها ويثني على حجابها، في مقارنة له عقدها مع متسابقة جمال أمريكية..! أنستطيع أن نطلق على هذا الكاتب أنه يمتلك حرية راقية..؟! في نظري.. نعم هو كذلك.. مع أننا للأسف.. نرى بعض كُتَّابنا المسلمين يحاربوننا بشكل بشع للغاية في حجابنا.. في عقيدتنا.. في أفكارنا.. في تاريخنا.. وليس هذا فحسب بل ويهزؤون بنا.. فهل يعقل أن يفهم متحرر غربي فكرنا أكثر من أبناء جلدتنا؟.. شيء يدعو للحيرة والألم والحسرة..! بالرغم أنّ المثقف الواعي يعرف جيدًا معنى الحرية.. والتي تبدأ من احترام حرية الطرف الآخر.. ابتداء من عقيدته وانتهاءً بشخصيته.. في حدود المحافظة على الثوابت والقيم والثقافة الإسلامية التي تربينا عليها.. والتي أمرنا بها الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. الحرية بمفهومها الحقيقي.. هي أن تنطلق من ثقافتك كمسلم لديك ضوابط ومسؤولية فردية واجتماعية تؤمن بها وتدافع عنها.. وتتشبث بها..! الحرية هي أن تكون أنت أنت في أيّ مكان، لا تنسلخ من تاريخك الإسلامي وماضيك فكما يقال: «أمّة لا تعرف تاريخها.. أمّة لا تجيد صياغة مستقبلها»..! هذا هو المفهوم الحقيقي للحرية..!! حنان سعيد الغامدي - جدة