بينّ المستشار في التنمية الأسرية أ. ياسر بن أحمد الشجار أن هناك أبجديات للتدريب في حال وجود مشكلات في الوظيفة التي تحبها فقال: «مهما كنت تحب عملك، ومهما طالت سنوات شغلك لنفس الوظيفة، لا مفر من أيام سيئة قد تبدو لك الأسوأ على الإطلاق في وقتها، ولكن بعد مرور فترة عليها أو ظهور حل للمشكلة، تقول لنفسك لقد كانت مجرد مشكلة، ولكن يعد أن تكون قد عشت لحظات عصيبة جدًا، لما لا تدرب نفسك على التعامل مع مشكلاتك مهما كان حجمها، دون توتر أو قلق قد يصل بك إلى فقدان الوظيفة الأنسب لك بسبب سوء إدارتك للأزمات، يجب أولا أن تضع في بالك أمرا مهما، وهو أن أكثر الموظفين حماسا وأمهرهم تمر عليهم مثل هذه الأيام التي يشعرون فيها بأنهم يكرهون عملهم ويفكرون في تركه أو تبديله. بهذه الطريقة تعرف أنك ليس وحدك من يمر بهذه الظروف وأنه من الطبيعي جدا أن تسير الأمور أحيانا عكس ما تتمنى أو تريد، بعد أن تضع هذه القاعدة أمامك، ابدأ في تصنيف المشكلات التي من الطبيعي أن تواجهك وكيفية التعامل معها دون أن يتأثر أداؤك سلبيا، ومن ذلك المشكلات العامة: وخير مثال لهذه المشكلات الأزمة العالمية التي ضربت العالم بأكمله. فهذا النوع من المشكلات يكون له تأثير مباشر في موقفك المالي دون أن تكون سببا مباشرا في ذلك. فتجد الدخل العام للشركة يتأثر ويقل، وبالتالي يصبح وضعك المالي مهددا دون تقصير من جانبك. وخير حل للتعامل مع هذا النوع من المشكلات هو تحويلها من نقطة ضعف إلى محفز. فما عليك فعله هو البحث عن قصص نجاح اقل حجما من تلك التي اعتدت إنجازها قبل حدوث المشكلة. فإذا استحال إتمام الصفقات الكبيرة، كثف جهودك لإنجاز عدد أكبر من المهام الأقل حجما وهذا ما يساعدك على الخروج تدريجيا من عنق الزجاجة، عدم إنجاز المهام في موعدها: إذا كنت من الموظفين المثاليين فأنت معتاد على إنجاز أعمالك في موعدها أو قبله، ومن المخيب للآمال ألا تنجز ما عليك حتى ولو مرة واحدة. صحيح أنه هناك مشكلة وقد تكون النتائج غير مأمولة، ولكن البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد. لن يساعدك أحد على تخطي الأمر إن لم تفعل بنفسك. انتقل فورا إلى عمل المهمة التالية بدلا من الاكتئاب لما طالك نتيجة فشلك المرة الأولى. عليك بتحليل الأمر والاستفادة منه. إذا كان التعطيل بسببك فيجب أن تبدا بوضع جدول أعمال كتابي من الآن فصاعدا وتلتزم به. إذا شعرت أنه قد لا تتمكن من الالتزام به، فتوقف وارجع إليه وقرر الأولويات وانتقل إلى الأمر التالي إذا قررت أنه الأهم أو مدد وقت المهمة الحالية إذا كان من الضروري الانتهاء منها أولا. وإذا لم تتمكن، فعليك أن تمكث فترة أطول في العمل أو تعمل في المنزل لإنهائها في الوقت الفعلي لها، ولا تنس ذلك: لا أحد يفعل الصواب طوال الوقت، البشر يخطئون، عدم الحصول على المعلومات الصحيحة أو الكافية ونتيجة هذا الخطأ قد تصل بك إلى خطأ أكبر وهو إلقاء اللوم على شخص آخر والدخول في نوبة من الغضب تبعدك عن المهمة الأساسية التي من المفترض أن تعمل عليها وتحلها، لذا كل ما عليك فعله هو تمالك نفسك والحفاظ على هدوئك ثم اطلب مزيدا من الوقت حتى يتسنى لك الاطلاع على ما فاتك من معلومات ودراستها جيدا. هذا إذا كان الوقت يسمح بذلك بالطبع. أما إذا كان الوقت غير كاف، فابدأ بتحليل الأمر بصوت عال مع الآخرين دون توتر، واعلم جيدا أنه يتضح للجميع أن الخطأ ليس خطأك فلا داعي للتبرير. فقط انه حديثك بأنه إذا كان الوقت متوفرًا كانت النتائج ستكون أفضل بالتأكيد».