مع الإعلان عن عودة بعثة المراقبين العرب إلى سوريا يستحضرني سؤال كان متوقعاً أن تطرحه الإعلامية السعودية المتألقة نادين البدير في برنامجها «اتجاهات» حول اختيار الجنرال الدابي لرئاسة البعثة وهو صاحب سجل عال في انتهاك حقوق الإنسان بدارفور، وهل يعني تخاذلاً من الجامعة إزاء الشعب السوري أو تواطؤاً عليهم؟! وأقول بداية أنه ليس معروفا- حتى الآن- ما إذا كان الدابي سيُعاد تكليفه لترؤس فريق المراقبين العرب.. لكن هناك مثل عربي يقول: «فاقد الشيء لا يعطيه». فإذا كان للدابي سجل عالٍ في انتهاك حقوق الإنسان، كما يُقال، فإن تعيينه في مهمة تقصي الحقائق حول انتهاكات لحقوق الإنسان تعني بأننا أعطينا الذئب مفتاح حظيرة الخراف ومكّناه من افتراسهم. وسبق وأن اتهم أنور مالك، الذي كان أول من انسحب من بعثة المراقبين العرب، الدابي بأنه غير مؤتمن على عمل بعثة المراقبة، ووصفه بأنه «كذاب ومزور للحقائق؟!» هذه التصريحات تلقى كثيراً من الظلال والشكوك حول موضوعية بعثة المراقبين العرب لسوريا. لكن القول بتواطؤ الجامعة العربية هو اتهام خطير يُفقد الجامعة حيادها في الأزمة. والوصف الأقرب لموقف الجامعة هو الغفلة وعدم استيفاء معلومات كافية عن الشخص المرشح لتولي رئاسة فريق المراقبين العرب. أو ربما عدم تطوع جنرال عربي آخر لهذه المهمة.. لكن لا يمكن كيل اتهامات دون دراسة لكافة الحقائق وربما التوازنات التي قادت إلى وضع هذا الرجل في مكانه. وأرجو ألا يقودنا موقف هنا واتهام هناك إلى تخوين أو التشكيك في مواقف بعضنا البعض وإلا كان علينا أن نقول: «يا عزيزي كلنا متواطئون»؟! نافذة صغيرة: (لا يمكن أن تكون المملكة «شاهد زور» حول ما يجري في سوريا).. سعود الفيصل.