نيابة عن خادم الحرمين الشريفين افتتح وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ظهرأمس أعمال مؤتمر « إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي» الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وذلك برئاسة سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس المجلس التأسيسي للرابطة ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي وبحضوررئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد وعدد من أعضاء هيئة كبارالعلماء وأعضاء المجمع الفقهي وعلماء وفقهاء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي .وأكد على أهمية المؤتمر مبيناً كمال الشريعة الإسلامية ،وقال: إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مرجع الأحكام الشرعية وقد بيّنت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يتوجب على المسلم عمله في عباداته ومعرفة مواقيتها ومن ذلك الصلاة والصيام والحج. واستشهد بالأدلة من كتاب الله والسنة النبوية على المواقيت المرتبطة بالعبادات المفروضة مؤكدا على ضرورة الإيمان الكامل لدى كل مسلم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وطاعته فيما وجّه المسلمين إليه كأقواله عن شهر الصيام ورؤية الهلال( صومو لرؤيته وافطروا لرؤيته). وقال سماحته: يجب أن لا يكون لنا رأي بخلاف ما أختاره الله ورسوله وأن لا نخضع شرع الله إلى رأي، ولا ينبغي التشكيك في الرؤية البصرية للأهلة.وفي ختام كلمته دعا سماحته الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الكريم لما يحبه ويرضاه. ويحفظ هذا البلاد وجميع بلاد المسلمين ويجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى. - ثم ألقى الأمين العام للرابطة الدكتورعبدالله التركي كلمة أشار فيها الى أن هذا المؤتمر يجمع بين التخصص في علوم الشريعة والتخصصِ في علوم الفلك ، للبحث في موضوع الأهلة وإثبات الشهور القمرية ، لِتَرتّب مواقيت العبادات عليها ، وأنه غيرُ خافٍ أن تحديد الشهورِ القمرية فلكياً ، أصبح من أيسر الأمور منالاً في عصر تطورت فيه علومُ الفلك والفضاء ، تطوراً كبيراً ، بتطور وسائلِ الرصد والعلومِ الفضائيةِ وأنظمة الحسابات الآلية ، فبات من السهل معرفةُ منازلِ القمرِ وسائرِ النجوم والكواكب . والمهمُ في هذا المؤتمر ، التطبيقاتُ الفلكيةُ في المجال الشرعي، وهو ما أصبح معروفاً باسم علم الفلك الشرعي ، الذي يفيد في معرفة منازلِ القمر التي أنعم الله على خلقه بتقديرها ليضبطوا حسابَهم الزمنيَ ومواقيتَ عباداتِهم: (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )) .وإن ما تتميز به الشريعةُ الغراء ، من المرونة وجلب المصالح ودرء المفاسد ،ما يُمكِّن المسلمين من الاستفادة من الابتكارات العلمية ، ومراعاةِ مستجدات الحياة ، في ضوء النصوص الشرعية وقواعدِ التخريج عليها . - ثم ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتورصالح بن زابن المرزوقى كلمة جاء فيها: ومع يقيننا بتقدم العلوم المعاصرة في مجال الفلك والفضاء تقدمًا عظيمًا ، وأن بعض ماتوصلت إليه هذه العلوم مقطوع به ، وأن الإسلام يحث على الاستفادة من مكتسبات العلوم الصحيحة النافعة للوصول إلى حلول شرعية لموضوع إثبات الشهور القمرية فإنه يجب الاعتماد على نصوص الشريعة والحقائق العلمية . ومتى كانت أعمالنا في مجمعكم ماضية على الوجه الذي ذكر، وكانت خالصة لله ابتغاء التوفيق إلى الحق ، وتحقيق المقاصد السامية ، وكان التعاون عليها منهجا قائما لايلتبس مع الأهواء ولا يزيغ مع الباطل ، فإن النتائج تكون بإذن الله ذات جدوى ، وتحقق الغرض منها. - ثم ألقى الدكتور حسين حامد حسان المستشار الشرعي في بنك دبي الإسلامي وعضو المجمع الفقهي الإسلامي كلمة المشاركين في المؤتمر شكر فيها رابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي على إعداد هذا المؤتمر. وفي نهاية الحفل أعلن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ افتتاح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين .