نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم المؤتمر العالمي لإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بقاعة المؤتمرات الكبرى برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة . وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من القرآن الكريم , ثم ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي كلمة أكد فيها أن المجمع الفقهي الإسلامي خص قضية إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي بالدراسة والبحث في هذا المؤتمر المبارك ،ليقينه بأهمية الحاجة لدراستها ، والخروج بحلول تنهي ما يكتنفُها من خلاف ، وما يثار حولها من جدل في كثير من الأحيان , مشيراً أنه سيتم تناول هذا الموضوع من خلال 12 عنصراً كتَبَ فيه أربعون عالماً من الفقهاء والفلكيين . وأفاد أنه يشارك في المؤتمر نخبة متميزة من معظم الجهات المعنية به ، كهيئة كبار العلماء ، وأعضاء المجمع الفقهي الإسلامي ، ومجلس القضاء الأعلى ، ووزارة العدل ، والمحكمة العليا ، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة ، وعدد من الجامعات السعودية والعربية ، ومراكز الأبحاث المرموقة في العالم الإسلامي ، إضافة إلى استكتاب أحد المختصين من بعض الجامعات الأمريكية وخاطب المشاركين قائلا:" لقد أتيتم من بلادكم و اجتمعتم هنا في هذه البقعة الطاهرة الشريفة لهدف سام نبيل وهو جمع كلمة المسلمين على الحق و سأل الله أن يوفق المشاركين للوصول إلى حلول جذرية لإزالة أسباب الخلاف الذي يثار من حين لآخر حول بدء دخول الأشهر القمرية وأن يحقق في هذا المؤتمر الخير والفلاح". بعد ذلك ألقى المستشار ببنك دبي الإسلامي الدكتور حسين حامد حسان كلمة المشاركين نوه فيها باهتمام المملكة بعقد المؤتمرات التي تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين ومعالجة قضاياهم ودعمها لمثل هذه المؤتمرات ,كما نوه بجهود رابطة العالم الإسلامي ومناشطها المتعددة لخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة قال فيها :" يسر رابطةَ العالم الإسلامي ،أن تعرب عن جزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملكِ عبدِ الله بنِ عبد العزيز آلِ سعود حفظه الله ، على دعمه للرابطة وبرامجها ، وعلى رعايته لهذا المؤتمر ،الذي يفتتحه نيابةً عنه معالي وزيرِ الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخِ صالحِ بنِ عبدِ العزيز آلِ الشيخ , وأن تعرب عن جزيل شكرها وتقديرها لصاحب السمو الملكي الأميرِ نايفِ بنِ عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائبِ رئيسِ مجلس الوزراء ووزيرِ الداخلية حفظه الله ، على اهتمامه بالرابطة ، وعنايتِه بالمجالات الشرعية . وأكد أن هذا المؤتمر يجمع بين التخصص في علوم الشريعة والتخصصِ في علوم الفلك ، للبحث في موضوع الأهلة وإثبات الشهور القمرية ، لِتَرتُّبِ مواقيتِ العبادات عليها و المهمُ في هذا المؤتمر التطبيقاتُ الفلكيةُ في المجال الشرعي، وهو ما أصبح معروفاً باسم علم الفلك الشرعي ، الذي يفيد في معرفة منازلِ القمر التي أنعم الله على خلقه بتقديرها ليضبطوا حسابَهم الزمنيَ ومواقيتَ عباداتِهم. وأكد معاليه أنه أصبح من أيسر الأمور منالاً ومن السهل معرفةُ منازلِ القمرِ وسائرِ النجوم والكواكب في هذا العصر الذي تطورت فيه علومُ الفلك والفضاء تطوراً كبيراً وكذلك تطور وسائلِ الرصد والعلومِ الفضائيةِ وأنظمة الحسابات الآلية. وأكد معاليه أن عقد هذا المؤتمرُ ، وما سبقه من المؤتمراتِ واللقاءاتِ والندواتِ ، هو من أجل الاستفادة من المعطيات الفلكية ، في إثبات الأهلةِ إثباتاً تترتب عليه العباداتُ الموسمية ، وبذلك تأخذُ هذه المعطياتُ وظيفةً تكميليةً مساعدة ، مما يسهم في تقليل الخلاف بين الأقطار الإسلامية في هذا المجال ، ويسهم في التعاون بين الجهات الشرعيةِ والجمعياتِ الفلكية . عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة قال فيها:" بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم برسالة شاملة لجميع الثقلين , بعثه بدين كامل وشريعة شاملة لجميع نواحي الإنسان في العبادات والمعاملات وسائر شؤون الحياة وساوى بين الناس في التكاليف الشرعية وهذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان " . وأضاف سماحته " إنه من حكمة الله أن ربط العبادات الشرعية بالأمور الواضحة المشاهدة التي لا خفاء فيها وأن في التوقيت بالأهلة حكم عظيمة , فالأشهر القمرية أمرها سهل واضح يدركه القارئ الأمي والعالم والجاهل لأنها أمر واضح وهي رؤية الهلال , فهي رؤية بصرية لا يختلف فيها اثنان , ولأن الأشهر الشمسية هي خاصة بمعرفة فصول السنة الأربعة وليس لها أثر في الأحكام الشرعية " ومضى سماحته قائلا " إن الواجب على المسلم تقوى الله في نفسه وفيما يقول ويعمل وفيما يفتي به وليعلم أن الواجب علينا الإيمان بجميع ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم وأن نقبل قوله , ونحن نعتقد أنه القول الحق الصدق , وأن لا يكون هناك رأي ومجال واختيار فيما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأكد سماحة مفتى عام المملكة أن للفلك دوره وآثاره العلمية وأنه ينبغي أن لا نُخضع شرع الله لأي رأي ولا لقول وأن نعتقد اعتقادا جازما أن محمد "صلى الله عليه و سلم" أكمل الناس بيانا وأحسنهم نطقا ,مشيراً إلى أن التشكيك في الأهلة أو اعتقاد أن الأمر لا يمكن الصبر عليه كل هذه أمور لا تنبغي . وأردف سماحته يقول "نحن لا نحارب علم الفلك , لكن لا نريد أن يطغى أي شيء على شريعة الله أو يخصص عمومها أو يقيد مطلقها بلا برهان أو دليل " , داعيا الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لما يحبه و يرضاه وأن يوفق الرابطة و يعينها على كل خير . إثر ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمة بهذه المناسبة قال فيها " نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله راعي هذا المؤتمر أُعلن افتتاح أعمال مؤتمر إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي راجيا الله جل وعلا أن يجعله مؤتمرا مسددا وأن يوفقكم لصالح العباد و البلاد وأن يعلي بكم منار هذه الشريعة وأن يجعلكم دعاة إلى الحق هداة إليه"