سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتابع نحن أعضاء الجمعية الخيرية لتيسير الزواج والرعاية الأسرية بعنيزة ما يكتب في صحيفتكم الغراء عن شؤون المرأة السعودية، وخصوصاً العنوسة وتعقيباً على ذلك نقول: العنوسة ظاهرة اجتماعيه مقلقة ومؤثرة على حركة المجتمع ومقيدة في كثير من الأحيان لحركة الأسرة، والعانس هي المرأة التي تجاوز عمرها 29 سنة ولم تتزوج، أما الرجل العانس هو الذي بلغ عمره 38 سنة ولم يتزوج، أما كيف ينظر الناس للمرأة العانس، فإنهم ينظرون إليها على أنها شخص ناقص يدعو للشفقة تعيش في أجواء وهمية بحثا عن منقذ. إن المجتمع عندها ينظر للمرأة هذه النظرة فإنه لا يشفق عليها بل يوسمها بالنقص بينما يشفق على الرجل، وان كان يرمقه أحيانا ببعض الريبة، مع أن تأخر زواج الفتاة غالباً ما يكون خارج إرادتها عكس الفتى الذي يكون غالبا لإرادته دور في الزواج. أما أسباب العنوسة فمتعددة ومتنوعة ومن أهمها إقبال الفتاة على التعليم لمستويات جامعية متقدمة ورفض فكرة الزواج وجمعها مع التعليم وانشغال المرأة بالوظيفة (نسبة الموظفات السعوديات غير المتزوجات واللواتي أعمارهن تزيد عن 29 سنة كن حوالي 44%) وهناك النظرة السلبية والمشوشة عن الزواج واعتباره قيداً وعبئاً يضاف إلى أعبائهم الاجتماعية الأخرى في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغياب دور الأسرة في توعية أبنائها بمعنى الزواج والإعداد لبناء الأسرة وغياب دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية في إيجاد حلول عملية وواقعية للزواج تتناسب مع كل بيئة والاستسلام والانسياب وراء ما يبثه الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن الأسرة والزواج ومتطلباتها والارتفاع العملي في تكاليف الزواج خاصة مع ازدياد معدل البطالة من جهة والمغالاة في استعدادات الزواج من جهة أخرى. إن خلو المناهج الدراسية مما يساعد الفتاة والفتى أن يكون رب أسرة والسعي وتكسب الرزق الحلال له أثر في زيادة العنوسة مع غياب التوعية عبر وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون والصحف والمجلات والكتاب والمفكرين. إن الخوف في المستقبل والتمسك بكل أسباب الرفاهية والكماليات هزم روح التحدي داخل الشباب والقبول بتحمل المسؤولية مع غياب الصور عن مفهوم الزواج والأسرة وضرورته للفرد والمجتمع. إن من أسباب العنوسة تأخير زواج الفتاة لاستثمار الأب براتبها إذا كانت موظفة ومن أسبابها عدم توطين الوظائف في المدن الصغيرة مما يجعل أجرة السكن وتكاليف الحياة المعيشية غالية في المدن الكبرى. إن التفاوت الطبقي والمفهوم القبلي يمنع إتمام الزواج ويضع حواجز بين الناس مع أن الله تعالى يقول: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (13) سورة الحجرات. ويقول علية الصلاة والسلام: (كلكم لآدم وآدم من تراب). إن قلة الوازع الديني والبحث عن الوسائل غير الشرعية في إشباع الغريزة الفطرية والانفتاح العالمي وسهولة السفر والتنقل وإمكانية إشباع الرغبات الجنسية من الأسباب البليغة في تزايد ظاهرة العنوسة فكيف إذا أضفنا إليها تأثير الفضائيات الإعلامية في تشكيل مواصفات معينة للزوجة لا يجدها الشاب إلا بصورة المذيعات ومقدمات البرامج وغيرها من الصور، فالأمر عندها يصبح أكثر تعقيداً على الشاب والشابة، إن للظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع (البطالة، الفقر، المخدرات، الكحول، الانتحار، الجريمة، الأمراض النفسية،...) أثرا كبيرا في تفاقم مسألة العنوسة. إن طرق الحياة الحديثة والعصرية وما يترتب عليها من تكاليف إضافية مادية ومعنوية بالإضافة عن توافر فساد في التصور عن الزوج والأسرة وقيام بعض مؤسسات المجتمع المدني بمحاربة الزواج المبكر بما تتضمنه بعض الاتفاقيات الدولية والإقليمية لهي من العوامل المؤثرة ليس في تفاقم ظاهرة العنوسة بل تفكك الأسرة وهدم الكثير من أركان المجتمع والتأثير على الأحوال الشخصية شريعة وقانونا. وأخيراً ليس آخراً إن فكرة تعدد الزواج ورفضها أو قبولها من بعض النساء تلعب دوراً في تفاهم أو تناقص ظاهرة العنوسة أما الحلول لمواجهة هذه الظاهرة لابد من الوقوف بحثاً وتفصيلاً وتحليلاً لكل أسباب العنوسة ومعالجتها معالجة جذرية وعلى فترات زمنية متفاوتة بالإضافة إلى بناء تصور سليم عن مؤسسة الزواج والتأكيد على أن الأسرة هي نواة المجتمع وأن سلامة حركته يقوم على سلامة الأسرة وتشكّلها على أسس سليمة وفق ما تطلبه الشارع الحكيم والدين الحنيف، هذا بالإضافة إلى بعض التوصيات منها: 1 - إمكانية الجمع بين الوظيفة والزواج وكذلك التعليم في دراساته العليا وأن لا تناقض بينهما. 2 - أن لا يقف المجتمع مكتوف الأيدي أمام هذه الظاهرة بل عليه: أ - تشكيل صندوق خاص لمساعدة المتزوجين. ب- تأمين السكن الملائم ضمن تسهيلات بسيطة تنتهي بالتملك. ج - العمل على مشروع الزواج الجماعي لخفض تكاليف الزواج. د - دعم وتشكيل الجمعيات الخاصة بمساعدة الشباب والشابات المقبلين على الزواج. ه - دعم صناديق المساعدة على الزواج رسمياً وتوفير السيولة الكافية لهذا الغرض. 3 - عدم إهدار الوقت والجهد بالبحث عن الزوجة عبر الإنترنت بل على العكس الإنترنت هو أحد الأسباب الرئيسية لانهيار العلاقات الزوجية. 4 - عمل دورات للمقبلين على الزواج فالزواج مودة ورحمة. 5 - منح علاوات مجزية للزوجة على الراتب وكذلك الأولاد. 6 - تفعيل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في التشجيع على الزواج. 7 - عدم الوقوف كثيرا أمام الفوارق الطبقية أو العشائرية وتجاوز مثل هذه الأمور والاكتفاء بالخلق والدين كأساس في اختيار الزوج والزوجة. 8 - ضرورة دعم الأهل للشاب المقبل على الزواج مادياً ومعنوياً. 9 - عدم إطالة فترة الخطوبة والاستعجال بإتمام الزواج. 10 - إلحاح الأهل على ضرورة الزواج وأن على الشاب أن يقتحم بوابة الزواج ويبذل جهداً في هذا الاتجاه والإحساس بالمسؤولية فيما يقدم عليه: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (6) سورة الشرح. وأخيراً كل امرأة عاقلة تعي مسألة الارتباط وأن لا تخاف من كلمة عانس وأن على المرأة فعله تأكيد الصون والعفاف بحق نفسها ومن كانت هذه غايتها فحق على الله إعانتها أعضاء إدارة الرعاية الأسرية بالجمعية الخيرية لتيسير الزواج بعنيزة