الكليات التقنية المنتشرة في أنحاء هذا البلد الغالي أحد القطاعات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والفني، التي تمنح درجة عالية في تخصصات مختلفة في المجال الفني، وهي بهذا تضطلع بدور كبير في تأهيل المهارات المدربة في شتى التخصصات الفنية. ويختلف نتاج كل كلية من هذه الكليات، بما يتوفر لديها من الإمكانات، والقدرات، والكفاءات التدريبية. وبما تحمله- أيضًا- عمادة كل كلية من هذه الكليات من همّ تدريبي، من شأنه توليد الكفاءات المدربة، والمواهب المختلفة التي تخدم سوق العمل، ومجالات أخرى في المجتمع. ومن هذه الكليات: كلية بريدة التقنية، ففي ظل عمادتها الجديدة بقيادة عميدها الجديد المهندس منصور بن ابراهيم الرسيني- وأحسبه أحد الكفاءات المؤهلة التي تحمل همّ الرقي بالمستوى التدريبي- فإني أتوقع أن هذه الكلية ستشهد في عهده تطورا ملموسا في عملية التدريب، وتخريج الكفاءات المدربة في مختلف المجالات التدريبية، وذلك مما لمسته- خلال لقائي به- من الحرص المتفاني على تطوير العملية التدريبية بالكلية، بشحذ همم المدربين معنويا، والارتباط المباشر بهم، وكسر الحواجز بينه وبينهم، للوقوف شخصيا على معوقات سير العمل، التي من شأنها التأثير سلبا في العملية التدريبية. ومن خلال تنظيم العلاقة بين الرئيس والمرؤوس داخل الكلية، وقمع ما قد يقع من اجتهادات ارتجالية، أو تصرفات استبدادية، من شأنها ايجاد الفجوة بين المرؤوس ورئيسه، وتجريد العلاقة بينهما عن معانيها الحقيقية، والإخلال بالعملية التدريبية. وعليه فإني - علاوة على الإشادة بهذه السياسة الصائبة- أشير إلى ضرورة انتهاجها في الكليات التقنية الأخرى، حفاظا على جودة التدريب لديها، وحرصا على تخريج أعلى مستوى من الكفاءات المدربة، التي ظلت الدولة وما زالت تنفق في تأهيلها الأموال الطائلة، إذ لا يتأتى ذلك إلا من خلال مثل هذه السياسة الصائبة، سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد للجميع. علي فهد أبا بطين - المدينة المنورة