تأتي فعاليات استعادة الآثار الوطنية التي تقام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله – بالتزامن مع انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27)، لتوضح حرص واهتمام القيادة الرشيدة لمشروع الهيئة لاستعادة الآثار الوطنية من الداخل والخارج، حيث صدرت موافقة المقام السامي الكريم بالبرقية رقم (3184/م ب) وتاريخ 20/5/1432ه، بشأن رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمعرض الآثار المستعادة من الخارج، وإقامة ندوة عالمية عن استعادة الآثار، وحملة إعلامية عن استعادة الآثار، وتوجيهه أيده الله بأن يتم ذلك متزامنًا مع مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة لهذا العام 1433ه/2012م، بحضور حشد كبير من الأجانب والزوار السعوديين. و بدورها تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع جميع الشركاء لإبراز أهمية ومغزى هذه الرعاية الملكية، وتفعيل مشاركة المواطنين والمقيمين وجميع الشركاء المعنيين من الجهات الحكومية وغير الحكومية في هذا الجهد. والتوعية بأهمية مشاركة المواطنين والمقيمين في الجهود المبذولة لاستعادة الآثار الوطنية من الداخل. ولهذا، تقوم الهيئة بتنفيذ العديد من الأنشطة المتعلقة بذلك من خلال مشروع مركّز يتوّج بفعاليات خاصة تنفذ في مدينة الرياض وفي كافة المناطق، ومن خلال إقامة معارض توعوية ومحاضرات عن استعادة الآثار الوطنية. كما تعمل الهيئة على استعادة هذه الآثار سواء كانت في الداخل أو الخارج وفق الأنظمة والاتفاقيات الدولية، وقد أسفرت الجهود التي بذلتها الهيئة عن استعادة ما يزيد على أربعة عشر ألف قطعة أثرية، شملت: أدوات حجرية من عصور ما قبل التاريخ، وأواني فخارية وزجاجية من مختلف العصور، ونقوشًا كتابية قديمة وإسلامية، ومنحوتات حجرية ومعدنية، وعملات إسلامية، وغير ذلك، بعض هذه القطع أعيد بموجب الأنظمة والاتفاقيات الدولية، وبعضها الآخر أعيد إعادة طوعية من قبل الأشخاص الذين قاموا بنقلها من أماكنها أو من قبل ورثتهم بعد وفاتهم. وتهدف تلك الفعاليات من اجل تحفيز المواطنين والمقيمين على تسليم ما لديهم من آثار لعرضها في المتاحف المتخصصة والمعارض الدولية لإبراز قيمتها التاريخية وبعدها الحضاري. وتسليط الضوء على القطع الأثرية الوطنية التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة، وإبراز أهمية استعادتها لما تمثله من شواهد تاريخية مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في دراسة تاريخ المنطقة والحضارات التي سادت على أرضها. وإشعار المواطنين والمقيمين بأن مهمة التنقيب عن الآثار هي مهمة الجهات المسؤولة، وأن التنقيب العشوائي في المواقع الأثرية يعد مخالفة تعاقب عليها الأنظمة والقوانين. و أن يكون المواطن هو الحامي الأول لآثار بلاده من خلال تسليم ما لديه من قطع أثرية، أو تزويد الهيئة بالمعلومات التي تمكنها من استعادة الآثار سواء داخل المملكة أو خارجها. المجموعات الأثرية المستعادة : أ الآثار المستعادة من الداخل: تلبية للدعوة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى استعادة الآثار الوطنية من داخل الوطن، بادر العديد من المواطنين من مختلف مناطق المملكة - وبإحساس وطني - بتسليم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي بحوزتهم إلى الهيئة إيمانا منهم بدورها في حفظ هذه القطع الأثرية وإبرازها بما يليق بمكانتها التاريخية. كما تتطلع الهيئة إلى مشاركة بقية المواطنين وأصحاب المتاحف الخاصة والمهتمين بجمع الآثار ممن يمتلكون قطعًا أثرية بتسليمها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك لكونها ثروة وطنية وأيضًا حفاظًا على قيمتها التاريخية، وإتاحة عرضها لأكبر شريحة من المواطنين والمهتمين من خلال عرضها في المتاحف الوطنية والمعارض الدولية لإبراز البعد الحضاري الذي تتميز به المملكة.. حيث قام عدد كبير من ابناء مناطق المملكة بإهداء عدد من القطع الأثرية التي عثروا عليها أثناء تجوالهم أو يحتفظون بها لديهم، وهي عبارة عن أحجار شاهدية بالخط الكوفي يعود بعضها إلى القرن الثالث الهجري، وأحدها مؤرخ في سنة 551ه، وبعض من النقوش الإسلامية. وعلى نقوش دادانية، ومجسمات منحوتة لأشكال آدمية، وأحواض من الحجر، ومباخر، وأحجار عليها زخارف معمارية، ومصنوعات فخارية وحجرية أخرى، ونقش إسلامي بالخط الكوفي.و نقش ثمودي، وحجر ميلي عباسي، ومجموعة من كسر الفخار والزجاج مختلفة الأحجام والأشكال تعود إلى العصور الإسلامية، ومجموعة من الأدوات الحجرية من فترة ما قبل التاريخ، ويد هاون، وكسر من الرحى، وعملات إسلامية برونزية وفضية. قطعة خشبية عليها زخارف وكتابات إسلاميه نُحتت بالشكل الغائر،ورأس من البرونز،ومخرز من الحجر، ومبخرة من الحجر، وساق شجرة متحجر، وسكين ورمح من البرونز، وحربة من الحجر، وعدد من الكسر الفخارية والحديدية. و ثلاثة نقوش على حجر رملي أحدها نبطي واثنان بالقلم الآرامي، وأجزاء من مجسمات آدمية أحدها يمثل النصف العلوي من الجسم، وثلاثة مجسمات رؤوس آدمية، وقطع حجرية عبارة عن نجر ومبخرة ونهاية عامود وجميعها مصنوعة من الحجر الرملي، وقطعة أثرية عبارة عن مجسم من الحجر الرملي الأحمر تظهر فيه ملامح الوجه واليد، وأوانٍ وأدوات فخارية ومن الحجر الصابوني. و نقوش إسلامية بالخط الكوفي، ودرع حربي من الحديد.و أحجار عليها كتابات قديمة من فترة قبل الإسلام من النوع المعروف بالكتابات الصفوية.و عملات قديمة، وقناع من الحجر لوجه آدمي، وأحجار منقوشة، وأحافير حجرية، وأواني وأدوات متنوعة. و نقوش كتبت بقلم المسند الشمالي وتعرف بالنقوش الثمودية، وتؤرخ بالقرن الأول ق.م، إضافة إلى ثلاثة نقوش إسلامية أحدها مؤرخ بسنة 158ه، وجزء من نقش يحتوي على وسم وكتابات شاهدية. و رؤوس سهام وسكاكين، كما اشتملت على أوان فخارية متوسطة الحجم، وأجزاء من رحى، وحجرين شاهديين أحدهما منقوش بالخط الكوفي، وحجر مكعب الشكل على إحدى واجهاته نقش بالقلم المسند يمثل وحدة وزن، إضافة إلى مسحن ومدق من الحجر، ومجسمات لأشكال آدمية من حجر الألباستر والبرونز. ب الآثار المستعادة من الخارج : إيمانًا من المملكة العربية السعودية بأحقيتها في استعادة الآثار التي خرجت من أراضيها بطرق غير مشروعة، والموجودة حاليًا في عدد من الدول، فقد قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعمل وفق برنامج متكامل لاستعادة الآثار الوطنية الموجودة خارج المملكة، تساندها في هذه الجهود عدد من الجهات الحكومية ومنها وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وسفارات المملكة في الخارج، ووزارة المالية ممثلة بمصلحة الجمارك السعودية، بالإضافة إلى تعاون بعض الشركات العاملة في المملكة بتوعية موظفيها بإعادة ما لديهم من قطع أثرية مثل شركة «أرامكو وأوضحت الدكتور عوض الزهراني مدير المتاحف بالهيئة العامة للسياحة والاثار أن الهيئة العامة للسياحة والآثار من منطلق مسئوليتها عن حماية الآثار في المملكة العربية السعودية بإطلاق حملة استعادة القطع الأثرية من الداخل والخارج وهي حملة توعوية بأهمية الآثار وأن تشويهها أو العبث بها أو نقلها يعد مخالفة للقوانين والتعليمات ويقلل من أهمية القطع الأثرية التي تكمن في دلالاتها الحضارية للموقع الذي توجد فيه . وقد تجاوب الكثير من المواطنين الذين لديهم قطع أثرية حصلوا عليها من خلال رحلاتهم وتجوالهم في مناطقهم وحافظوا عليها مشكورين خلال الفترة الماضية وقدموا تلك القطع إلى قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة التي تقدر ذلك الدور الوطني لما قاموا به ورأت الهيئة تكريمهم وتقديم الشكر لهم خلال البرنامج الذي أعد لهذه المناسبة والذي يتزامن مع إنطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الحالية. استعادة 14 ألف قطعة أثرية ومن جانبه أكد الدكتور على بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الهيئة بذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لاستعادة قطع أثرية خرجت من المملكة بشكل غير نظامي، وقد أثمرت هذه الجهود عن استعادة أكثر من (14) ألف قطعة أثرية من خارج المملكة وداخلها، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها أكثر من (50) عامًا. وأوضح الغبان أن معرض الآثار السعودية المستعادة من الداخل والخارج والفعاليات المصاحبة له تأتي برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله - وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433ه ، مما يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بهذه المناسبة الغالية التي تعد احتفاء وطنيًا باستعادة كنوز أثرية مهمة تبرز البعد الحضاري لأرض المملكة العربية السعودية. وأضاف الغبان أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أولى هذا الموضوع اهتمامًا خاصًا، وأطلق مؤخرًا حملة استعادة الآثار الوطنية والتي حققت نجاحًا ملحوظًا منذ انطلاقها، حيث تجاوب العديد من المواطنين الذين يملكون قطعًا أثرية معها، وقاموا بتسليم الهيئة عشرات القطع التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة. وقال نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف، إنه إضافة إلى إطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية، وقعت الهيئة اتفاقية مع شركة أرامكو السعودية لاستعادة الآثار على مستوى منسوبي أرامكو خارج المملكة، حيث تعمل الهيئة على عدد من الاتجاهات المتوازية، ومنها العمل مع الجهات الدولية التي تتابع الآثار والمتاحف الدولية وأصحابها وجميع المسارات التي تؤدي إلى التعرف على القطع الموجودة خارج المملكة. وبشأن معرض الآثار الوطنية المستعادة، قال الغبان إن المعرض الذي ستنظمه الهيئة في المتحف الوطني بالرياض ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433ه، يأتي انطلاقًا من أهمية استعادة القطع والمجموعات الأثرية الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة عبر السنين بطرق مختلفة باعتبارها جزءًا مهمًا من التراث الوطني الأصيل. مشيرًا إلى أن المعرض يتكون من قسمين، الأول للآثار المستعادة من داخل المملكة، والثاني للآثار المستعادة من خارج المملكة، موضحًا أنه سيتم عقد ندوة عالمية عن استعادة الآثار يوم 12 فبراير، يشارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين بقاعة الملك عبد العزيز بمركز الملك عبد العزيز التاريخي ولمدة يوم واحد، إضافة إلى عقد ورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل يوم الاثنين 13 فبراير، وذلك بهدف إبراز دور المملكة واهتمامها بهذا الجانب، وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع حول أهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية. وذكر نائب الرئيس للآثار والمتاحف أنه تم تجهيز أكثر من (10) آلاف قطعة أثرية من القطع التي تمت استعادتها لعرضها في صالة العرض، مشيرًا إلى أن الهيئة ستقوم بتكريم الشخصيات والجهات المشاركة في إعادة قطع أثرية للهيئة، ومنهم شخصيات تمت دعوتهم من خارج المملكة ممن سلموا قطعًا أثرية سعودية. وثمن مبادرة المواطنين الذين تجاوبوا مع حملة استعادة الآثار الوطنية، مؤكدًا أن التراث الثقافي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وأن فقدان أي جزء منه يعد خسارة لا تقدر بثمن. ولفت الغبان إلى أنه ستقام بالتزامن مع المعرض فعاليات توعوية مصاحبة في المقر المخصص للهيئة في الجنادرية ومتحف المصمك وبقية متاحف المملكة، إضافة إلى فعاليات ومعارض توعوية في المدارس والجامعات والمراكز التجارية في مختلف مناطق المملكة.