لا أدري لماذا يجتهد البعض في كراهية الناس لهم.. وهم يمارسون أبشع صور التعامل الإنساني.. إذ باتت تجربة العمل من خلف الكواليس فناً حديثاً يتعاطونه للإيقاع بمخاليق الله ,هذه كارثة تجتاح الأفئدة حين تجد لها أرضاً خصبة تثبت فيها.. ومرتعاً سالكاً لا يستطيع صده «الراعون لأماناتهم وعهدهم» وبكل يسر وسهولة يتخذون من عالم النميمة والكذب والإضرار بالناس قاعدة ينطلقون منها نحو مآربهم الشيطانية. والأخيرة نتاج «علقة فاسدة» في التكوين البشري تساعد على فرز المكائد لتصيد البسطاء.. يراها الحاذق في جبينهم.. ويعرفها المتأمل لحالهم وهم يلهثون كالقوارض الجائعة خلف مصالحهم الدنيوية وان كانت على حساب بقية المجتمع.. المهم في الأمر ألا تتوارى صورهم عن رب العمل الذي يصدح لآرائهم إما مجاملاً .. أو مقتنعاً! والغريب حقا إن المتتبع لحالتهم المزرية يجدهم في اشد نشوتهم وفرحهم وهم يعبثون بمستقبل إنسان.. فيتهامسون من خلف الكراسي لقتل المعنويات العالية لهامات الرجال. وها نحن اليوم نتحسر على رجال مضوا.. ورعيل كان همه الأول زرع المحبة والوئام في الصدور.. بل وصلوا لمرحلة اقتسموا فيها رغيف العيش لكل من يعرفونه ولم ينقص ذلك من شأنهم أو قدرهم بين الناس بل ازدادت محبتهم في القلوب .. وللأسف اليوم هناك من يقاتل ويكايد ويفتعل المعارك تلو الاخرى ظلماً وبهتاناً من اجل الفوز بعدة دريهمات لايدري دخلت عليه وعلى أولاده حلالاً أم بالحرام بل وصل بهم الحال الى خطف اللقمة من الأفواه إما بالتملق او بالكذب .. وهناك من يستغل موقعه ووظيفته التي اؤتمن عليها ليسخرها لصالحه معتقدا في قرارة نفسه ان مايجنيه من مال هو شطارة وفهلوة لايستطيع أحد أن يجاريه فيه حتى ضعف بصرهم عن الحق وهذه الشخصيات مسكينة في دواخلها وهشة في شخصيتها التي تتمسح بثوب الأدب وهي منه بعيد لأن الاخير حالة من الانتظام الانساني الذي لايفعل مايخالف الضمير بينما هو يسرق ويأكل ويمسح جوخ من أجل المال ..واعتقد ان هذه دناءة لاتضاهيها الا افعال «البهم « التي تسير على أهوائها ورغباتها في كل شيء .. واليوم نتحسر بشدة على جيل رحل وطمرت مآثره تحت الثرى.. ولم تبقَ لنا سوى ذكراهم ننشدها كلما انغرست في اللحوم أنياب مرضى حب الذات.. والوصولية لمنافع .. أخرها يعود إلى التراب.