أكد الشيخ طارق الحواس في محاضرة القاها بمناسبة افتتاح دار عفراء النسائية لحفظ القرآن الكريم بحي الاجواد بجدة بعنوان «القلب في القرآن» نقلت لجمع غفير من النساء عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة أكد فيها ان الافضل للحائض قراءة القرآن من الجوال ولغيرها من المصحف وان ما يسمى بحملات الاستغفار والتسبيح عمل غير جائز شرعاً.. وتلقى عدداً من الاسئلة من الحاضرات في مختلف شؤون الحياة العامة واجاب عليها باسهاب مورداً قصص ونوادر باسلوب خفيف وجذاب. وذكر فيها أن من لا يستحضر قلبه في العبادة يؤديها بسرعة ويتمنّى أن تسقط عنه ، أما من استحضر قلبه وتذوّق لذة العبادة فيتمنى أن لا تسقط عنه ويؤديها وهو يستمتع بها . وحثّ الحضور على محبة الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بعمل الطاعات واجتناب النواهي وأن يتحابّوا فيما بينهم محبة خالصة لله عز وجل وتكون أسباب هذه المحبة طاعة الله عز وجل وقراءة القرآن وتجنّب ما نهى عنه الإسلام فمن أراد أن يعيش ويأنس بالحياة فليحب الناس ويدخل السعادة إليهم .كما حثّ على وضع الأهداف والتخطيط في الحياة قائلا: الله عزّ وجلّ لم يخلق الحياة للفوضى بل جعل هناك نظاما فكل شئ في الدنيا خُلق منظمًا. وقال : إن الحياة لا تصعب ولا تكثر المشاكل إلا بسبب ذنوب العبد فمن أصلح حاله مع الله عز وجل وقلبه أصلح الله له كل شئ . وفي نهاية المحاضرة كان للحضور أسئلة فيما يلي اجاباته : * إحدى السيدات سألت بأنها توقظ زوجها لصلاة الفجر ولا يستجيب لها ، فماذا تفعل ؟ - فرد أنه أجمل صور الحياة الزوجية أن توقظ الزوجة زوجها للصلاة والعكس وقال وردني الكثير من الشكاوى من بعض النساء اللاتي يوقظن أزواجهن للصلاة ويحثونهم على أداء العبادة الا أن الأمور تتأزم فيما بينهم ويعلو صوت الزوج عليها وربما يصبح عنيفاً معها ، ففي بعض الأوقات الرجل لا يحبذ أن توجهه امرأة ونسي أننا نشأنا على أيدي نساء، فمن ربّانا هم أمهاتنا ، لكن هناك كبْر عند بعض الرجال . فالمقصود هنا يجب على المرأة أن تحتسب في دعوتها لزوجها وتدرك أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى صبر وعليها أن تترفق في إيقاظها لزوجها أو أبنائها وإذا لم يستجيبوا عليها أن تستمر ولا تتركهم ترغبهم بذكر الله وبفضل الصلاة والعمل الصالح باللطف واللين وتبتعد عن الأوامر والقدح ولا تقول لهم على سبيل المثال: أنتم لا تخافون الله عز وجل أو أنتم مقصرين لأن مثل هذه العبارات تنفّر ولا تقرّب فلو كانت هي لا تصلي وعاملها زوجها أو أحد أبنائها بالعنف والأوامرفإنها لن تستجيب له وسوف تنفر من طاعة الله عز وجل . علينا الصبر والرفق والدعاء لمن نراهم مقصرين في ظهر الغيب بالهداية والصلاح . أما من يضرب زوجته لأنها أمرته لطاعة الله وأداء الصلاة فلا يجوز له ذلك . وأستشهد ببعض القصص ،ولعل أبرزها أن شخصاً يسكن المدينة التي يسكنها الشيخ فلا يستيقظ لصلاة الفجر ولم تفلح معه لا زوجته ولا أدوات التنبيه، والرجل شديد الحرص على أداء الصلاة في المسجد فوردت له فكرة أن يستعين بإمام المسجد لكي يوقظه لصلاة الفجر فاحضر حبلا وربطه في قدمه وأخرجه مع نافذة منزله وطلب من إمام المسجد أن يسحب الحبل وهو ذاهب للمسجد لكي يشعر به ويستيقظ لاداء الصلاة فاستمر الإمام فترة من الزمن على هذا الحال إلى أن تعوّد الرجل على الاستيقاظ !!!. - وسألت إحدى الحاضرات عن حكم الصلاة بالنقاب ؟ فقال لها إذا كان حولها رجالاً أجانب فجائز لها أن تصلي بالنقاب أما إذا لم يكن حولها رجال أجانب فلا لأن الأصل في الصلاة أن تكشف المرأة وجهها . * (المدينة) سألت عن حكم قراءة القرآن الكريم من جهاز الجوال خاصة داخل المساجد؟ - فقال الشيخ : يجوز قراءة القرآن من الجوال خاصة للمرأة الحائض لأن لها مخرجا في ذلك وعدم مسّ المصحف . أما داخل المسجد فلا بأس من ذلك لكن من الأفضل قراءة القرآن من المصحف لان له أحكاما أما الجوال فلا أحكام له . * وعن دعاء الاستفتاح سألت إحداهن عن أوقات قراءاته ؟ - فأجابها بأن دعاء الاستفتاح يقرأ في كل صلاة (فريضة أو نافلة ) بعد تكبيرة الإحرام . * أما صلة الرحم فسألت إحدى الحاضرات أنها تزور هي وأبناؤها أخاها لكنه لا يزورهم ويهرب من زيارتهم فهل عليها ذنب في ذلك ؟ - فأجابها اذا زرتِ أخاك ورفض زيارتك فالاثم عليه ، وعليكِ أن تبحثي عن السبب الذي دفعه لعدم قبول زيارتكِ فان كان بسبب خطأ في حقه عليكِ الاعتذار واستسماحه. والغالب لا تكون القطيعة إلاّ بأسباب، أما إن كان استكبارا منه وعدم رغبة فإنه لا حرج عليكِ . ففي الشرع من يعتبر الواصل لرحمه هو من يصل من قطعه ويزور من لا يأتيه، أما من يزور من زاره فهذا يعتبر مكافئًا لا واصلاً . *و قالت إحدى السيدات: نحن نعلّم أطفالنا القرآن الكريم في صغرهم ويحفظونه فاذا بلغوا سن المراهقة ضاع منهم وتفلّت فهل نأثم على ذلك ؟ - إذا حصل النسيان فلا إثم على الأهل لكن الواجب عليهم متابعة أبنائهم وتذكيرهم بأن القرآن الكريم يتفلّت ، فالقرآن سهل الحفظ صعب الثبات فثباته يتم بقراءته وقيام الليل فهو عزيز لا يثبت في قلب من يهجره . * وسألت إحدى النساء أن هناك مسجدا وبه غرفة فهل يجوز للحائض دخول الغرفة ؟ - فأجابها قائلا: إن هذا الشأن له تفصيل عند أهل العلم فإن كانت الغرفة الملحقة بالمسجد بابها من داخل المسجد فهي أخذت حكم المسجد أما أن كان بابها من الخارج فهي لم تأخذ حكم المسجد .فالأصل أن الحائض لا تدخل المسجد أو ملحقاته إلا لضرورة . *و سألت إحدى الحاضرات عن حكم تناقل رسائل الجوال التي تحمل أحاديث وآيات قرآنية وأدعية وغيرها مابين الناس وعن حكم استحلاف الناس لبعضهم البعض في إرسالها ؟ - فقال فضيلته: الرسائل التي يتبادلها الناس عبر الجوال بواسطة الرسائل النصية أو الواتس أب أو محادثة البلاك بيري وغيرها فيها مخالفات كثيرة من أعظمها الاستحلاف « سألتك بالله أن ترسلها ، عليك من الإثم إذا لم ترسلها « فهذا لا يجوز خاصة وأن بعضها يحمل أحكاما وأدعية غير صحيحة أما ما كان صحيحا منها فلا بأس . أما ما يسمى بالحملات « حملة الاستغفار أو التسبيح وغيرها « فهذا لا أصل له ولا يجوز أن نُلزم النّاس بحملة ووقت معيّن لكي يقوموا بالعبادة. أما إذا كانت الرسائل للتذكير وحث الناس على العمل الصالح وترغيبهم فلا بأس . وعلى الإنسان أن يحرص ويتأكد من صحة ما يرسله لكي لا يقع في البدعة فهناك أحاديث مكذوبة ومنسوبة لرسول صلى الله عليه وسلم وهي غير صحيحة كما أن هناك من يتناقل بعض آيات القرآن الكريم وبها أخطاء إملائية.