تتسأل بعض النساء عن الحكم الشرعي لقرأة القرآن في أيام الحيض، «عكاظ» استعرضت عددا من أراء الفقهاء والعلماء في المسألة، في السطور التالية: لا حرج الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله): «لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج، ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضا؛ لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن إنما ورد في الجنب، خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث على رضي الله عنه وأرضاه أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر {لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن} ولكنه ضعيف؛ لأن الحديث من رواية اسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف في روايته عنهم، ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل، والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من حين يفرغ من اتيانه أهله فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل، وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ أما الحائض والنفساء فليس بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل، فمتى طهرت من حيضها أو نفاسها اغتسلت، والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسيانه ولئلا يفوتهما فضل القرأءة وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الأحاديث والآيات إلى غير ذلك هذا هو الصواب وهو أصح قولى العلماء رحمهم الله في ذلك». عند الحاجة محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله): «القول الصحيح في قراءة الحائض للقرآن، أنها إذا احتاجت للقراءة فلا حرج عليها أن تقرأ ما تحتاج إليه فالأوراد القرآنية يجوز للحائض أن تقرأها كآية الكرسي والمعوذات وغيرها مما تكون حرزا من الشيطان، وكذلك إذا كانت الحائض محتاجة إلى قراءة القرآن لإثبات ما حفظت وترسيخه أو كانت محتاجة للقرآن لكونها طالبة وعليها واجب دراسي أو كانت معلمة تعلم الطالبات أو كانت أما تقرئ أولادها في البيت فكل هذا جائز ولا حرج فيه، وذلك لأنه ليس في السنة نص صحيح صريح يمنع الحائض من قراءة القرآن؛ ولكن نظرا لاختلاف العلماء في ذلك فإننا نقول لا تقرأ القرآن إلا عند الحاجة إليه كما في الأمثلة التي ذكرناها، وبناء على هذا فنقول إن هذه المرأة التي تحتاج إلى قراءة القرآن لتطمئن وتنام مستريحة لا حرج عليها أن تقرأ القرآن عند النوم؛ لأن ذلك حاجة». يجوز عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين (رحمه الله): «ورد حديث بلفظ : (لا تقرأ الحائض ولا النفساء شيئا من القرآن) رواه الدارقطني، والبيهقي عن جابر موقوفا وفي إسناده ضعف ورواه الدارقطني، والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: (لا تقرأ الحائض، ولا الجنب شيئا من القرآن )ولا تخلو أسانيده من مقال، ونظرا لضعف الأدلة على المنع، لم يجزم أكثر العلماء بالتحريم، وقد صرح بالتحريم صاحب التوضيح، والشرح الكبير، وغيرهم، وحيث إن مدة الحيض قد تطول، فيخشى نسيان ما حفظته من القرآن؛ ولأنها غير ممنوعة من الذكر، والدعاء، والأوراد، ولأن في القراءة أجر، وثواب كبير، فنرى: أنه يجوز لها قراءة القرآن حفظا بدون مس المصحف، وهكذا في الفصول الدراسية التي يقرر على الطالبات شيئا من القرآن حفظا، وهكذا كون المدرسة حائضا، فإن هذا شيء ضروري، فيجوز أن تقوم بالتدريس حفظا، وتفتح على الطالبات، ولا تمس المصحف».