قال نشطاء أمس السبت إن أكثر من 260 شخصا قتلوا في قصف للقوات السورية لمدينة حمص، وذلك قبيل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يؤيد دعوة عربية لتنحي الرئيس بشار الأسد. لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى نفيا قاطعا أن يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص أو دخلها، معتبرًا أن بث مثل هذه الأنباء يندرج في إطار التصعيد «للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الأمن الدولي». وفي وقت لاحق، تعرضت سفارات وقنصليات سورية حول العالم لهجمات نفذتها مجموعات معارضة حاولت اقتحامها احتجاجا على القصف الذي تعرضت له مدينة حمص، وتركزت الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية في مصر والكويت وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا. وسيؤدي هذا العدد من القتلى الذي أوردته جماعتان رئيسيتان للنشطاء إلى جعل هجوم حمص أدمى هجوم حتى الآن في حملة الأسد على الاحتجاجات التي تفجرت قبل 11 شهرًا مستلهمة الانتفاضات العربية التي أطاحت بثلاثة زعماء في شمال أفريقيا في العام الماضي. وقال سكان إن القوات السورية بدأت قصف حي الخالدية في نحو الساعة الثامنة من مساء الجمعة باستخدام المدفعية والمورتر. وأضافوا إن 36 منزلا على الأقل هدمت تمامًا وعائلات بداخلها. وقال وليد وهو من سكان الخالدية: «كنا جالسين في بيتنا عندما بدأنا نسمع القصف. شعرنا بأن القصف يسقط فوق رؤوسنا». ولم يعرف على الفور ما الذي دفع القوات السورية لشن قصف عنيف في وقت كان الدبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي يناقشون مسودة قرار بشأن خطة للجامعة العربية تدعو إلى تنحي الأسد. وقال بعض النشطاء إن أعمال العنف نجمت عن موجة من الانشقاقات من الجيش في حمص وهي من معاقل الاحتجاجات والمعارضين المسلحين الذين توعد الأسد بسحقهم. وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان والذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له نقلا عن شهود إن عدد القتلى بلغ حتى الآن 217 شخصا على الأقل في حمص منهم 138 قتلوا في منطقة الخالدية. وأضاف إن القوات السورية تقصف المنطقة بالمورتر من عدة مواقع وقد اشتعلت النار في بعض المباني. وقال إن هناك أيضا بعض المباني التي دمرت. وقال ناشط سوري إن قوات الأسد قصفت الخالدية وهي منطقة رئيسية معارضة للأسد لتخويف مناطق التمرد الأخرى. وأضاف «يبدو أنهم لم يفهموا الأمر حتى لو قتلوا عشرة ملايين منا فالناس لن يتوقفوا حتى يسقطوه». وأعطت أيضا جماعة أخرى هي لجان التنسيق المحلية محصلة لعدد القتلى تتجاوز 200 شخص. وأظهر شريط مصور على الانترنت ثماني جثث على الأقل ملقاة في غرفة نسف النصف العلوي من رأسها. وقال صوت في الشريط إن القصف استمر خلال تصوير الفيلم. وحمص أحد معاقل المعارضين الذين يطالبون بتنحي الأسد وأصبحت قلب تمرد متصاعد ضد قوات الأسد. وقال أحد النشطاء إن السكان استخدموا أدوات بدائية لإنقاذ الناس ويخشون أن يكون كثيرون قد دفنوا تحت الأنقاض. وأضاف « إننا لا نحصل على أي مساعدة لا توجد سيارات إسعاف أو أي شيء. إننا ننقل الناس بأيدينا». وقال إنه لا يوجد سوى مستشفيين ميدانيين يعالجان الجرحى وطاقة الواحد منهما 30 شخصا ولكنه قدر أن مجمل عدد الجرحى يبلغ 500. وأضاف «أخرجنا 100 جثة حتى الآن يتم وضعها في المسجدين». وقال نشطاء إن مئات الأشخاص في مدينتي حماة وادلب نزلوا إلى الشوارع لإظهار التضامن مع ضحايا حمص. وفي الزبداني قرب الحدود اللبنانية شرقي دمشق تحدث سكان عن عمليات قصف واشتباكات عند أطراف البلدة. إلى ذلك، تعرضت عدة سفارات وقنصليات سورية حول العالم لهجمات نفذتها مجموعات معارضة حاولت اقتحامها احتجاجا على تعرض مدينة حمص لقصف دموي خلّف أكثر من 260 قتيلاً، وتركزت الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية في مصر والكويت وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا. ففي القاهرة، قامت الشرطة المصرية باعتقال 12 شخصا، معظمهم من السوريين، بتهمة التسبب بإشعال حريق في الطابق الأول من مقر السفارة السورية. وقال الرائد في الشرطة المصرية كريم الفولي إن مجموعة من الناشطين السوريين اعتصمت خارج مقر للشرطة في العاصمة المصرية للمطالبة بإطلاق سراح رفاقهم. من جانبه، ذكر الناشط السوري سومر بدر أن الناشطين تجمعوا احتجاجا على «المجزرة في حمص». وردد المحتجون هتافات بينها «مبارك رحل والأسد من بعده». وفي برلين، تمكن 31 شخصا من اقتحام الأبواب المقفلة للسفارة السورية بالمدينة، وفقا للشرطة الألمانية التي قالت إن جميع المشاركين في الهجوم هم سوريون أو من أصول سورية. وبحسب الشرطة الألمانية فقد قام المقتحمون بتدمير الأثاث ورفع أعلامهم على نوافذ السفارة وكتابة شعارات على الجدران، وقامت عناصر الأمن باعتقال المشاركين في الاقتحام قبل أن يصار إلى الإفراج عنهم في وقت لاحق. أما في واشنطن، فقد تجمع العشرات خارج السفارة السورية في واشنطن، وسط هتافات بينها «عار عليكم»، في إشارة إلى السلطات السورية، وذكرت الشرطة الأمريكية أن التحرك مر بسلام. وفي لندن، تجمع قرابة 150 من الناشطين السوريين، وفقا لأرقام وفرتها الشرطة البريطانية التي قالت إنها اضطرت لاعتقال خمسة منهم بعدما اقتحموا سفارة بلادهم مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي الكويت، أعلنت وزارة الداخلية أن مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت فجر السبت سفارة سوريا لدى الكويت وأنزلت العلم وأتلفت العديد من مرافق المبنى. وقالت الوزارة في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء الرسمية إن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والمعنية بحراسة السفارات «قامت بإطلاق الأعيرة النارية للتحذير إلا أنهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة وقاموا بإنزال العلم وعبثوا وأتلفوا العديد من مرافق المبنى مما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن المعنيين بحراسة أمن السفارة من رجال الشرطة». ونفت الوزارة تعرض السفير السوري أو الدبلوماسيين العاملين بالسفارة لأي أذى من جراء عملية الاقتحام، مشيرة إلى أنه «تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين.»