قال نشطاء امس السبت ان 266 شخصًا قتلوا في قصف للقوات السورية لمدينة حمص بينما يستعد مجلس الامن الدولي للتصويت على مشروع قرار يؤيد دعوة عربية لتخلي الرئيس بشار الاسد عن السلطة.وتحاول الجامعة العربية واوروبا والولاياتالمتحدة اقناع روسيا حليفة الاسد التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) للسماح لمجلس الامن بإقرار مشروع قرار يدعم دعوة عربية للاسد لترك السلطة. وقالت موسكو ان اقرار المشروع دون التعديلات يجازف بالانحياز لأحد طرفي الصراع في حرب اهلية.وتراوح عدد القتلى الذي أورده النشطاء وجماعات المعارضة بين 217 و266 الامر الذي يجعل هجوم حمص أكثر الهجمات دموية حتى الآن في حملة الاسد على الاحتجاجات التي تفجّرت قبل 11 شهرًا مستلهمة الانتفاضات العربية التي اطاحت بثلاثة زعماء في شمال افريقيا في العام الماضي. وقال مقيمون ان القوات السورية بدأت قصف حي الخالدية في نحو الساعة الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) الجمعة مستخدمة نيران المدفعية وقذائف المورتر. واضافوا ان 36 منزلًا على الاقل هدمت تمامًا فيما كانت عائلات بداخلها.وقال وليد وهو من سكان الخالدية: كنا جالسين في بيتنا عندما بدأنا نسمع القصف. شعرنا بأن القصف يسقط فوق رؤوسنا.وذكر ناشط في الخالدية اتصلت به رويترز ان السكان يستخدمون ادوات بدائية لإنقاذ الناس. ويخشون من ان يكون عدد كبير دفن تحت الانقاض.وقال: لا نحصل على اي مساعدة فلا توجد سيارات اسعاف او اي شيء. نحن ننتشل الاشخاص بأيدينا مضيفا انه لا يوجد سوى مستشفيين ميدانيين يعالجان المصابين. وتابع ان كلًا منهما يمكنه التعامل مع 30 مصابًا لكنه قدّر العدد الاجمالي للمصابين بأنه 500.وتابع: لقد استخرجنا ما لا يقل عن 100 جثة حتى الآن وانها موضوعة في مسجدين. ومع انتشار انباء العنف اقتحم حشد من السوريين السفارات السورية في القاهرةولندن والكويت وبرلين احتجاجًا ونظمت مسيرات ايضًا امام السفارات السورية في المانيا واليونان والولاياتالمتحدة.ولم يعرف على الفور ما الذي دفع القوات السورية لشن مثل هذا القصف العنيف في وقت كان فيه الدبلوماسيون في مجلس الامن الدولي يناقشون مسودة قرار بشأن خطة للجامعة العربية تدعو الى تنحّي الاسد. قالت نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في المؤتمر: لأن الطاغية في دمشق يعامل شعبه بوحشية فإن امريكا واوروبا تقفان جنبًا الى جنب.. نحن متحدون الى جانب الجامعة العربية في المطالبة بإنهاء اراقة الدماء ومستقبل ديمقراطي لسوريا.. ونأمل ان يعبّر مجلس الامن عن ارادة المجتمع الدولي.ومن المقرر ان يجتمع مجلس الامن الدولي في العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش). وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد اي مشروع قرار يطرح دون تضمينه التعديلات الروسية.ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن لافروف قوله في مقابلة: اذا أرادوا فضيحة أخرى لأنفسهم في مجلس الامن فلن نتمكّن من ايقافهم على الارجح.وتابع في مؤتمر ميونيخ للامن: لا نقول ان مشروع القرار هذا أمر ميئوس منه.وقال ان اعتراض روسيا الرئيسي هو أن مسودة القرار تضع اجراءات لاتخاذها ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد دون وضع اجراءات ضد ما وصفها بالمجموعات المسلحة.وأضاف إنه اذا لم تتخذ اجراءات ضد الطرفين فسيقع مجلس الامن في مغبة الانحياز الى أحد طرفي الصراع.وقالت نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في المؤتمر: لأن الطاغية في دمشق يعامل شعبه بوحشية فان امريكا واوروبا تقفان جنبًا الى جنب.. نحن متحدون الى جانب الجامعة العربية في المطالبة بإنهاء إراقة الدماء ومستقبل ديمقراطي لسوريا. ونأمل ان يعبر مجلس الامن عن ارادة المجتمع الدولي. وتعارض روسيا اي صياغة قد تفتح الطريق امام تغيير النظام في سوريا اهم حليف لها في الشرق الاوسط وحيث يوجد لها قاعدة بحرية. وقال بعض النشطاء ان اعمال العنف نجمت عن موجة من الانشقاقات من الجيش في حمص وهي من معاقل الاحتجاجات والمعارضين المسلحين الذين توعّد الاسد بسحقهم.وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له نقلا عن شهود ان عدد القتلى بلغ الآن 266 شخصًا على الاقل في حمص منهم 138 قتلوا في منطقة الخالدية.وأضاف ان القوات السورية تقصف المنطقة بقذائف المورتر من عدة اتجاهات وقد اشتعلت النار في بعض المباني. وقال ان هناك ايضًا بعض المباني التي دمّرت. واظهر شريط مصوّر على الانترنت ثماني جثث على الاقل ملقاة في غرفة وقد تهشّم النصف العلوي من رأس احدى الجثث.. وقال صوت في الشريط ان القصف كان مستمرًا خلال تصوير اللقطات.وقال المجلس الوطني السوري المعارض ان 266 مدنيًّا قتلوا ووصف الهجوم بأنه احد اكبر المذابح المروّعة منذ بداية الانتفاضة في سوريا. وقالت جماعة اخرى وهي لجان التنسيق المحلية ان عدد القتلى يتجاوز 255 شخصًا.وقال المجلس الوطني انه يعتقد ان قوات الاسد تستعد لشن هجمات مماثلة حول دمشق وفي بلدة جسر الشغور في شمال البلاد. وقال ناشط من حماة لرويترز بالهاتف: يبدو انهم لم يفهموا الامر.. حتى لو قتلوا عشرة ملايين منا فالناس لن يتوقفوا حتى يسقطوه. وفي لندن رشق 150 شخصًا مبنى السفارة السورية بالحجارة فحطموا بعض النوافذ وردّدوا شعارات واعتقل خمسة اشخاص عقب محاولتهم اقتحامها وفقًا لما ذكرته تقارير تليفزيونية.كما خرجت مظاهرات عند السفارات السورية في الولاياتالمتحدة وألمانيا واليونان.وقال نشطاء ان مئات الاشخاص في مدينتي حماة وادلب نزلوا الى الشوارع لإظهار التضامن مع ضحايا حمص.