تظاهر عشرات السوريين امام سفارات بلدهم في عدد من عواصم العالم واقتحموا وخربوا عددا منها، احتجاجا على قصف الجيش لمدينة حمص الذي اودى بحياة 260 شخصا حسب المجلس الوطني السوري، بينما نفت دمشف القصف. فقد اعلنت وزارة الداخلية الكويتية ان السلطات اعتقلت عددا كبيرا من الاشخاص عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين سفارة سوريا في الكويت. واضافت ان "الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية والمعنية بحراسة السفارات قامت باطلاق الاعيرة النارية للتحذير الا انهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة". وتابعت ان المتظاهرين "قاموا بانزال العلم وعبثوا واتلفوا العديد من مرافق المبنى مما ادى الى اصابة عدد من رجال الامن المعنيين بحراسة امن السفارة من رجال الشرطة". واوضحت ان لم يتعرض السفير السوري وأي من الدبلوماسيين العاملين بالسفارة "لاي أذى من جراء عملية الاقتحام" مشيرة الى انه "تم القاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين". واعربت الوزارة عن اسفها لوقوع مثل هذا "المس او الاعتداء على اي من البعثات الدبلوماسية العاملة بدولة الكويت والذي يعد خرقا لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات واعضاء الهيئات الدبلوماسية". واضافت ان اجهزة الامن المعنية بالبحث والتحري لاتزال "تجري تحرياتها لضبط كل من شارك في عملية الاقتحام مع احالة من تم القبض عليهم الى جهات التحقيق". وفي القاهرة قال موظف في السفارة السورية لفرانس برس ان عشرات المعارضين لنظام الاسد اقتحموا سفارة سوريا فجر امس وخربوا المبنى واضربوا النار في الطابق الارضي منه. واوضح هذا الموظف ان حوالى خمسين شخصا معظمهم من السوريين اقتحموا مكاتب السفارة في حي غاردن سيتي حوالى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (1,00 تغ). وقد انتزعوا سياج المدخل وقاموا باعمال تخريب داخل المبنى ثم اضرموا النار بعدة غرف في الطابق الارضي. وصرح صحافي من وكالة فرانس برس في المكان ان آثار الحريق واضحة على الجدران المتفحمة بينما تناثر الزجاج المكسور على الارض. ودمرت قطع اثاث واجهزة كمبيوتر. وفي لندن تجمع نحو 150 شخصا فجر امس امام مقر السفارة السورية في ساحة بلغريف في وسط لندن. وقالت الشرطة البريطانية ان خمسة اشخاص اوقفوا لإخلالهم بالنظام العام بعد التظاهرة، مؤكدة ان عناصرها "ينتشرون في المكان لضمان امنه". وقالت البي بي سي ان بعض نوافذ مبنى السفارة حطمت. وفي اثينا قال مصدر في الشرطة ان حوالى خمسين متظاهرا معظمهم من السوريين نجحوا في اقتحام مبنى السفارة السورية في العاصمة اليونانية وكتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام. واضاف ان الشرطة اوقفت 12 سوريا وعراقيا واحدا. وجرت التظاهرة بعيد اعلان المجلس الوطني السوري المعارض عن سقوط 260 قتيلا في حمص فجر امس في اقتحام الجيش السوري للمدينة وقصفها. وكانت الشرطة الالمانية اعلنت في بيان ان حوالى عشرين شخصا اقتحموا الجمعة مقر السفارة السورية في برلين والحقوا بعض الاضرار المادية قبل ان يتم اجلاؤهم من جانب الشرطة. واشار البيان الى ان المتظاهرين "وجميعهم سوريون او من اصل سوري" اقتحموا المبنى و"دمروا قطع اثاث في مكاتب عدة وعلقوا علما على النافذة" قبل ان "يكتبوا شعارات على الواجهة". وبعد التسلل الى السفارة، "وصلت الشرطة بسرعة الى المكان واعتقلت المتظاهرين الذين لم يبدوا أي مقاومة" بحسب البيان. واطلقت الشرطة سراح هؤلاء في وقت لاحق بعد تسجيل هوياتهم. واكد متحدث باسم الخارجية الالمانية في بيان آخر ان "الاعمال المرتكبة ضد السفارة السورية في برلين يجب ادانتها بأشد العبارات". واضاف ان "الحكومة تتولى بجدية كبيرة مسؤولياتها للحفاظ على امن كل الممثليات الدبلوماسية والقنصلية في المانيا". وتابع ان "السفير المكلف من وزارة الخارجية بشؤون الشرق الادنى بوريس روغي اتصل فورا بالسفير السوري بعد علمه بالافعال واعرب له عن اسفه". من جهته دعا رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي الدول العربية إلى طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها والمنتمين إلى النظام السوري الذي ما زال يمارس أقصى عمليات القتل والقمع والتنكيل بالشعب السوري الشقيق الذي يطالب بالحرية والكرامة. وقال الدقباسي في بيان له من القاهرة امس أن الدول العربية كافة مُطالبة بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية المتعلقة بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وهو ما يستدعي العمل على طرد السفراء السورين وقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف أي تعاملات اقتصادية حتى يستجيب النظام لمطالب الشعب السوري. وختم الدقباسي بيانه مستنكراً وقوف المجتمع الدولي والعالم متفرجاً إزاء ما يحدث حالياً في حمص وريف دمشق وادلب وحلب وحماة ودرعه وبقية المدن والقرى السورية من جرائم في حق الإنسانية مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. وفي تونس اعلن رئيس الجمهورية منصف المرزوقي امس ان تونس قررت طرد السفير السوري وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق مع تزايد سقوط قتلى في سوريا على يد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد. وقال بيان لرئاسة الجمهورية على صفحتها على الفيسبوك "تعلن تونس عن الشروع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق". واضاف "تونس تعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في سوريا معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق الأمن على أرواح وممتلكات بناته وأبنائه".