يبدو أن آثار التقنية الحديثة لم تطل فقط البناء الخاص لقصيدة الشعر، وإنما امتدت لتشمل بنية النص ونسيجه. هذا ما ذهب إليه الباحث الدكتور عبدالرحمن المحسني أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد في دراسته المثيرة الصادرة عن لنادي الادبي في الباحة بعنوان «توظيف التقنية في العمل الشعري السعودي شعراء منطقة الباحة أنموذجًا» وتقع الدراسة في بابين وخمسة فصول وعدد من المباحث، وتتناول توظيف الشاعر السعودي المعاصر - من خلال نموذج شعراء منطقة الباحة - للتقنيات المختلفة في نصهم الشعري في أفقين مهمين من النص: يُعْنى أولهما بالتشكيل النصي العام سواء في عتباته النصية أو في مظاهر التشكيل الحاسوبي المؤثرة في تشكيل النص. ويتناول ثانيهما أثر التقنية على بنية النص ونسيجه. والدراسة تحاول أن تلم بأطراف تلك المؤثرات التقنية التي أصبحت جزءًا من كيان النص لا يمكن تجاوزه أو غض الطرف عن حضوره وتأثيره. ومن المؤثرات التقنية التي تتناولها هذه الدراسة: تقاطع النص الشعري مع تقنيات كالفوتوشوب (photoshop) والإسكنر (scan) والطابعة والمحمول والتلفاز.