دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني باسم الجامعة العربية في وقت متأخر من مساء أمس، مجلس الامن الدولي الى اتخاذ خطوات لوقف «آلة القتل» في سوريا، فيما حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مجلس الامن الدولي من تفاقم العنف في سوريا مما يجعل البلاد على شفا حرب أهلية، ورأت كلينتون ترى ان عدم تحرك المجلس بشأن سوريا يضعف «مصداقية» الاممالمتحدة. واتهم الشيخ حمد الذي تحدث في مستهل جلسة لمجلس الامن مخصصة لمناقشة الازمة السورية وحضرها وزراء خارجية عدة دول، نظام الرئيس السوري بشار الاسد ب»قتل شعبه». وقال ان «جهودنا ومبادراتنا ذهبت ادراج الرياح» اذ لم تبذل الحكومة السورية اي جهد للتعاون مع جهودنا «ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبها». واضاف «آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان». ودعا رئيس الوزراء القطري الاممالمتحدة الى اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به المغرب ويدعو الى تسليم الرئيس السوري مهامه الى نائبه لانهاء العنف والبدء بمفاوضات لايجاد حل للازمة، معتبرا ان عدم قيام مجلس الامن بذلك سيوجه «رسالة خاطئة» للنظام السوري تشجعه على الاستمرار ب»الة القتل». وكانت روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن وحليفة سوريا، اعلنت معارضتها لمشروع القرار هذا. إلى ذلك، رأت وزيرة الخارجية الأمريكية ترى ان عدم تحرك المجلس بشأن سوريا يضعف «مصداقية» الاممالمتحدة. وقالت كلينتون للمجلس: «الدليل واضح ان قوات الرئيس السوري الأسد تبدأ تقريبا جميع الهجمات التي تقتل المدنيين لكن مع حمل المزيد من المواطنين للسلاح لمقاومة وحشية النظام فمن المرجح أن يخرج العنف عن السيطرة. ودعت كلينتون مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا إلى دعم مشروع قرار أوروبي عربي يؤيد خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد لنقل سلطاته الى نائبه استعدادا لاجراء انتخابات. من جهة اخرى، قال مدير الاستخبارات القومية الاميركي جيمس كلابر أمس ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد حتمي في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة في بلاده. واضاف «لا ارى كيف يمكن ان يستمر (الاسد) في حكم سوريا .. انا شخصيا اعتقد ان المسالة مسالة وقت، لكن القضية هي ان ذلك يمكن ان يستغرق وقتا طويلا». واضاف انه رغم ان المعارضة «متشرذمة» الا انها تزيد من الضغوط على الاسد، مضيفا انه لا يزال من غير الواضح ما الذي سيلي مغادرة الرئيس السوري. واعلن قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد ان «خمسين في المئة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة» نظام الرئيس بشار الاسد، واصفا العمليات التي يقوم بها الجيش الحر بانها «حرب عصابات» تعتمد على توجيه ضربات الى قوات النظام والانسحاب. وقال الاسعد من تركيا ان «خمسين في المئة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة النظام، من دون ان يعني ذلك وجود امكانية للجيش الحر بالسيطرة الكاملة على اي منطقة». واضاف ان «العمليات التي يقوم بها الجيش الحر في سوريا بمثابة حرب عصابات تقوم على توجيه ضربات سريعة الى المواقع الاسدية ثم الانسحاب التكتيكي الى مناطق آمنة». واوضح ان الجيش الحر «لا يمكنه السيطرة بشكل كامل على اي منطقة، خوفا من حصول تدمير كبير في حال رد النظام باسلحته الثقيلة وبالتالي الحاق مزيد من الضرر بالمدنيين». وتحدث عن «عمليات نوعية يومية» للجيش الحر تستهدف خصوصا «حواجز لقوات النظام يتم الاستيلاء عليها وتدمير عربات فيها قبل الانسحاب». وذكر ان عمليتين من هذا النوع نفذتا امس في جسر الشغور ومعرة النعمان في محافظة ادلب، موضحا ان «جنودا منشقين من خارج الحواجز ينفذون هذه العمليات، واحيانا بالتنسيق مع عناصر الحاجز». وكانت المعارضة السورية دعت أمس الى يوم حداد وغضب في سوريا بعد مقتل المئات في تصعيد للقمع. وقال المجلس الوطني السوري، ابرز قوى المعارضة، انه قرر بالتنسيق مع قوى «الحراك الثوري» اعلان الثلاثاء «يوم حداد وغضب عام على ضحايا المجازر الوحشية لنظام الطغمة الأسدية».