لطفي عبد اللطيف - الرياض أكد الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري أن الجهاد له شروط وضوابط وأن السيرة النبوية حافلة بها. وقال: الجهاد ليس مجرد انفعالات عاطفية ولا مغامرات ارتجالية، ولكنه شعيرة مستوفية لظروفها مستكملة لشروطها ومحققة لأهدافها. وأشار إلى أن التربية النبوية على الاستبصار هي الأساس في تدبير شان الأمة. واستدل على رأيه بتصرف وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم مما حدث لصحابته السبعين الذين كان يطلق عليهم «القراء» عندما أرسلهم إلى بني عامر من أهل نجد لتعريفهم بالإسلام، فتم الغدر بهم من قبل بني سليم. حيث قصر رد فعله على الاستنصار بالله دون أن يسير الجيش للانتقام من القتلة، رغم حزنه الشديد على مقتلهم، واستمراره في الدعاء على من قتلهم في صلاة الفجر شهراً كاملاً، في حين أرسل بعد أربع سنوات من هذه الواقعة جيشًا لتأديب من قتلوا رسولاً واحدًا كان قد أرسله. حول فهم الواقعة قال الطريري: علينا الاستبصار من تلك الوقائع، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يضاعف المصيبة ويوسع الخسارة بإرسال جيش والمسلمون في حالة ضعف وقلة. وأشار إلى أن المواجهات المتعجلة تكون ذات تأثير مدمر على الدولة الصاعدة. مضيفًا أن الاستبصار في تدبير شأن الأمة والروية في اقتحام المواجهة مهمة للغاية، فشتان بين خوف الحيطة والحذر وخوف الجبن والخور.