كشف الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ل»المدينة» أن المملكة تهدف أن تكون بحلول عام2015م في طليعة دول المنطقة في العلوم والتقنية والابتكار. ونفى د. السويل صحة أن يكون مجال أبحاث الفضاء والطيران بالمملكة محدودا، موضحا أن تقنيات الفضاء والطيران تعتبر إحدى التقنيات الاستراتيجية والمتقدمة المحددة في الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية. وأكد أنه على الرغم من استقطاب كفاءات متميزة للعمل في المدينة إلا أن هناك تسرب لبعض هذه الكفاءات إلى سوق العمل خارج المدينة حيث توجد مزايا مغرية لهم على حد قوله. سياسة وطنية وقال د.السويل إن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي أعدتها المدينة بالاشتراك مع وزارة الاقتصاد والتخطيط وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية، والتي تم اعتمادها من مجلس الوزراء الموقر في عام 1423ه، تشكل معلمًا بارزًا في مسيرة النهضة الشاملة التي تصبو لها المملكة، وتأكيدًا واضحًا على الدور المستقبلي الذي تضطلع به العلوم والتقنية والابتكار في تعزيز منجزات التنمية ودعم مكتسباتها خلال العشرين عاما القادمة، والتي انبثقت عنها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار والتي تشرف المدينة على تنفيذها منذ عام 2007م، مشيرا إلى أن هذه الخطة حققت نقلة نوعية وكمية للبحث العلمي على مستوى المملكة. رؤية المملكة وقال إن المدينة تبنت منهجًا تخطيطيًا شاملا يرمي إلى تحقيق رؤية المملكة لتنمية المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار والذي اتسم بالمرحلية والتدرج من خلال تنفيذ أربع خطط خمسية متوالية للعلوم والتقنية، كل خطة لها سماتها وأهدافها وتوجهاتها الخاصة، وذلك على النحو التالي: الخطة الخمسية الأولى والموسعة: استكمال البنية التحتية للمنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2010م، الخطة الخمسية الثانية : أن تكون المملكة في طليعة دول المنطقة في العلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2015م، الخطة الخمسية الثالثة: أن تكون المملكة في طليعة الدول الآسيوية في العلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 2020م، الخطة الخمسية الرابعة: تستهدف تحول المملكة إلى مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة وفي مصاف الدول الصناعية المتقدمة بحلول 2025م. أبحاث الفضاء والطيران ونفى د.السويل صحة أن يكون مجال أبحاث الفضاء والطيران بالمملكة محدودا، مشيرا إلى أن تقنيات الفضاء والطيران إحدى التقنيات الإستراتيجية والمتقدمة المحددة في الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية، وقد اهتمت المدينة منذ وقت مبكر بهذا المجال لأهميته وحيويته، والأبحاث والدراسات التي أنجزتها المدينة في هذا القطاع استفادت منها العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وأوضح أن جهود المدينة أثمرت عن تأسيس صناعة الأقمار الاصطناعية في المملكة عن طريق الكفاءات السعودية التي أثبتت قدرتها المتميزة وجدارتها في التصنيع والتشغيل والمتابعة للبيانات التي تصدر من هذه الأقمار، التي بلغ عددها 12 قمرًا، مضيفا: إن العمل على تطوير الأقمار الاصطناعية يشمل عددًا كبيرًا من التقنيات مثل الحاسب والبرمجة ونظم الاتصالات والتحكم والوقود واستخدام الطاقة الشمسية والكثير من التقنيات الأخرى. براءات الاختراع واستبعد د. السويل أن يكون هناك أي تأخر في صدور ومنح براءات الاختراع، مشيرا إلى أن المدينة كونت منذ انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية كفاءات وطنية جيدة في مجال فحص براءات الاختراع تصل إلى أكثر من خمسين فاحص براءات اختراع، حيث قلصت فترة إصدار القرار النهائي لتصل إلى المتوسط الدولي المعمول به عالميًا وهو سنتان ونصف إلى 3سنوات وتم البت في 87% من الطلبات المقدمة حتى نهاية عام 1432ه. وأكد أن المدينة تقوم بحماية الابتكار من خلال الإدارة العامة للملكية الصناعية التي تقوم بتوفير الحماية الكاملة داخل المملكة للاختراعات والتصميمات التخطيطية للدارسات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية، مشيرا إلى أن المدينة افتتحت العديد من الحاضنات لدعم المبتكرين والمخترعين في عدة مجالات. الطاقة الشمسية وأوضح د.السويل أن تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية سيتم على ثلاث مراحل تستغرق تسع سنوات، المرحلة الأولى بناء محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية بمدينة الخفجي (30,000 م3/يوم)، المرحلة الثانية بناء محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية (300,000 م3/يوم)، المرحلة الثالثة تعميم تطبيق المبادرة على مختلف مناطق المملكة خلال ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية بتكلفة منخفضة، عن طريق التطبيق العملي لتقنيات تم تطويرها في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وأغشية تحلية المياه، وتكوين فرق علمية وفنية متخصصة وطنية في مجال الطاقة الشمسية والتحلية، وإيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في الأمن المائي ودعم الاقتصاد الوطني، وتطوير تقنيات متطورة تكون صديقة للبيئة. برامج يتم تنفيذها حاليا وقال إن المدينة تعمل حاليًا على تنفيذ البرامج والمشاريع المنوطة بها في إطار الخطة الخمسية للعلوم والتقنية والابتكار بالإضافة إلى إشرافها على تنفيذ هذه الخطة الوطنية لدى المؤسسات والوزارات والهيئات في المملكة، إضافة إلى العمل على تنفيذ البحوث التطبيقية والتطويرية وذلك لابتكار تقنيات أو نقل تقنيات غير متوفرة والعمل على تطويرها لتلبية احتياجات المملكة، كذلك تنفيذ عدد من المبادرات من أهمها مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، ومبادرة الملك عبدالله للمحتوى الرقمي. 16 مليارا لمواصلة العمل وكشف د.السويل ل»المدينة» عن أن المدينة تطوّر آلياتها وبرامجها، وتقيّم أداءها وفاعليتها، وتطرح مشاريعها المستقبلية لتأمين نقاط عديدة من أهمها: التوسّع في برامج التأهيل والتدريب والإعداد للكوادر البشرية في مختلف المجالات الإنتاجية، وتحفيز المبدعين والموهوبين والمبتكرين عبر دعم حاضنات التقنية، وتسهيل وتسريع إجراءات منح براءات الاختراع، وتشجيع المشاريع البحثية الصغيرة والمتوسطة، تهيئة البيئة المناسبة للتفاعل بين الإنسان وبين العلوم والتقنية، مشيرا إلى أن المدينة تسعى بخطى حثيثة ومتسارعة لمواجهة التحديات ولمتابعة تنفيذ الخطط الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، حيث حظيت هذه الخطة بدعم سخي من القيادة تجاوز 16 مليار ريال.