قام معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ والوفد المرافق له أمس بزيارة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والتقى معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ونائب الرئيس لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله بن أحمد الرشيد وعدد من المسؤولين في المدينة. وأوضح رئيس مجلس الشورى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعد صرحاً علمياً كبيراً، مشيداً بما شاهده فيها من مشروعات ودراسات بحثية في مجالات عدة تخدم توجهات الدولة. وبين أن هذه الزيارة تأتي ضمن نهج مجلس الشورى القائم على زيارة المراكز البحثية والوزارات والمؤسسات الحكومية, مؤكداً أن ما شاهده على أرض الواقع في المدينة يقابل ويرى , عكس الاكتفاء بالسمع. وعما تقدمه المدينة فيما يخص براءات الاختراع والآلية التي تقدمها، أكد معاليه أن النسبة العالمية التي حققتها المدينة هي التي تحدد وهذه نسبة مقبولة عالميا بل قد تكون متفوقة. وقال (قبل أن أزور اليوم المدينة كان هناك زيارة أدق لأعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي الذين يناقشون التقرير أولا قبل أن يعرض على المجلس، وقد تكرمت المدينة وهيأت لهم الزيارة قبل المناقشة حتى يطلعوا على ما هو موجود في التقرير السنوي من خلال الواقع العملي والحمد الله كانت الزيارة موفقة). وتعرف رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق في بداية الزيارة على الجهود التي تبذلها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال دعم البحث العلمي وتفعيل أنشطته على مستوى المملكة، فضلاً عن بعض المنجزات التي حققتها في عدد من مجالات العلوم والتقنية، من خلال فيلم وثائقي استعرض أبرز ما قدمته المدينة في هذا المجال . عقب ذلك استمع إلى شرحٍ موجزٍ عن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية التي تمثل رؤية الدولة بعيدة المدى وتوجهاتها الإستراتيجية، والتي تضمن تواصل واستمرارية الجهد التنموي لتطوير أوجه نشاط العلوم والتقنية والابتكار، والمنهج التخطيطي الشامل الذي تبنته المدينة بهدف تحقيق رؤية المملكة لتنمية المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار. واطلع رئيس مجلس الشورى على عرض مختصر عن مبادرة الملك عبدالله للمحتوى الرقمي التي جاءت بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه لله, لتوظيف تقنية المعلومات في خدمة اللغة العربية ولتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والانترنت وفي مجال العلوم والتقنية والتي تشرف على تنفيذها المدينة بالتعاون مع الجهات المعنية. واستمع إلى نبذة عن دور المدينة في منح البراءات وحمايتها مدعماً ذلك بالإحصائيات والأرقام التي تبين مدى تطور المملكة في هذا المجال، حيث بلغت نسبة الطلبات التي تم البت بها 87 بالمائة ولفترة زمنية تصل إلى المعدل العالمي في منح البراءات. كما اطلع آل الشيخ على عرضٍ مختصرٍ عن مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية, التي تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية لمشكلات الطاقة والمياه بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وبالتحديد تحلية المياه المالحة بتكلفة لا تزيد عن 1.5 ريال للمتر المكعب مقارنة بالتكلفة الحالية باستخدام التقنيات الحرارية والتي تتراوح من 2.5 إلى 5.5 ريال للمتر المكعب ومقارنة بتقنيات الأغشية والتي تتراوح من 2.5 إلى 4.5 ريال المتر المكعب لمحطة تنتج 30.000 متر مكعب يوميا, كما تبلغ تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات الخلايا الشمسية التي تم تطويرها اقل من 30 هللة لكل كيلووات ساعة. كما تعرف معاليه على برامج منح البحوث التي تقدمها المدينة للعديد من المستفيدين سواء على مستوى الطلبة أو المؤسسات, مشيراً إلى تنوع هذه البرامج وشموليتها بما يتناسب مع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية , كما تعرف على المنح التي دعمتها المدينة منذ إطلاق برامجها وعددها 2.652 مشروعاً بحثياً تقدر بأكثر من 958 مليون ريال حتى الآن . عقب ذلك قام معالي رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق بزيارة للمركز الوطني للتقنية المتناهية الصغر قدم خلالها الباحثون بالمركز شرحاً مفصلاً عن أهداف المركز الوطني للتقنية متناهية الصغر ومحتوياته من معامل ومختبرات ومنها معمل المجاهر الإلكترونية،وآلية العمل المتبعة فيه فضلاً بعض عن المشاريع والأبحاث الجارية, كمشروع الأغشية الخاص بتحلية المياه والذي أنجز بالتعاون مع شركة أي بي ام العالمية بالإضافة إلى برنامج الخلايا الشمسية المشترك بين الطرفين. كما قام الدكتور عبدالله بن محمد ال الشيخ بزيارة لمعهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة تابع خلالها آخر ما توصل إليه المعهد في مشروعات أبحاث الجينوم الخاصة بالنخيل والجمال التي يقوم بها المعهد من خلال فريق سعودي صيني مشترك, كما استمع إلى شرح عن أبحاث الجينوم والبصمة الوراثية، إضافة إلى عرض مختصر لبعض الأبحاث المتعلقة بسوسة النخيل الحمراء. وفي جولته بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية، تعرف معاليه على بعض مرافق المركز والدراسات والمشاريع البحثية التي ينفذها الباحثون والفنيون السعوديون، حيث قدم المسؤولون عرضاً عن إمكانيات البرنامج في مجال التقنيات الرقمية،وأنظمة التحكم،وكذلك في مجالات أنظمة الاتصالات المختلفة الكمية والرقمية، فضلاً عن تقديم شرح عن محطة الاستقبال الأرضية الخاصة بالمدينة وإمكاناتها التقنية والبشرية، إضافة إلى إنجازات البرنامج ومسيرة الأقمار الاصطناعية السعودية والنجاحات التي حققتها الكفاءات السعودية في مجال تصنيع هذه الأقمار . عقب ذلك زار رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق البرنامج الوطني لتقنية الطيران الذي يهدف إلى نقل وتوطين التقنية والخبرة في علوم الهندسة والطيران في المملكة. وقد ضم الوفد المرافق لرئيس مجلس الشورى كل من معالي نائب رئيس المجلس الدكتور بندر بن محمد حجار، ومعالي الأمين العام الدكتور محمد بن عبدالله الغامدي وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله آل سعود رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي وعدد من أعضاء ومسؤولي المجلس، حيث تبادل الطرفان الهدايا التذكارية في نهاية اللقاء.