لم أجن يوماً من وراء هرطقاتي هذه التي أدعي أنها كتابة سوى النكد مع أم العيال ... فكلما أومأت بمقالي عن حادثة أو لمزت عن قضية ادعت المغبورة أنها المقصودة وتتحسر على شبابها الذي قضته معي وكيف أنها ضحت بالفرص الثمينة ورفضت جميع المتقدمين لطلب يدها .. واختارت سحنتي عليهم رغم أن أغلبهم ميسورو الحال على حد زعمها.. وهي تندب حظها العاثر الذي أوقعها بي.. ويشتعل البيت رديحاً ونارا نكتوي منها حين تشرفنا « طويلة العمر» حماتي بالزيارة « أعانها الله « – أرجو التقويس على الدعاء بشدة .. فلست مسؤولاً إذا وضع الزملاء في التصحيح أماتها بدلا من.. أعانها – فتقول لابنتها عند حمى الوطيس بيننا (تستاهلي أنا قلت لك من أول يوم جاءنا فيه المصفوق .. هذا وجهه وجه نحس ماسمعتي كلامي ! ) – سامحها الله – وعبثاً حاولت خلال الأعوام المنصرمة أن أجتهد في عمل توازن لمعيشتي دون جدوى .. وتصر بعلتي وهي تنظر بحسرة شديدة على نفسها إلى جارتها البنغالية حين تشاهد معها صور منزلهم الجديد .. وكيف تمكنت وزوجها صاحب البقالة الملاصقة لدارنا من جمع تلك المبالغ الطائلة وإرسالها دفعة واحدة إلى بلادها لبناء دار بل والاستثمار في عدة مشاريع يجنيان من ورائها أرباحاً سنوية جيدة .. فتجزم بإصرارها على أنني رب أسرة فاشل ووصل بها الأمر أن أبعثها والاولاد إلى بلاد جارتها للعيش هناك وأرسل» الغلة « لها نهاية كل شهر هربا من جشع اصحاب المنازل المؤجرة لدينا وهي تصفهم ب» المبرطعين» في الديرة دون ان توقفهم أي قرارات تحمي «منتوفي الريش» اذ كلما سمعوا او تحسسوا» بزيادة للمواطن اشرأبت أعناقهم طلبا لرفع الايجار.. ويبقى الجشع الذي يكتوي بناره المواطن مع ملاك العقارات الذين لم يجدوا رادعاً يحدد على الاقل القيمة الفعلية لإيجار منازلهم محل استفهام عن دور الجهات الرقابية ونقيس على ذلك البقية المتبقية من التجارالذين سدوا عنا حتى الهواء وشواطىء البحر «. وطالما أن لا أحد يعترض على مايحدث للمواطن من جشع التجار واستحلابهم للمواطن بشتى الطرق فإن قرار بعلتي فيه الكثير من الصواب .. بيد أني لن أجد كفيلا من تلكم الديار يقبل بسحنتي .. ولن أكون متشائما فيما لو استمر الحال على ماهو عليه وازعم انه سيجد الابناء من بعدنا كل المسارات.. مغلقة بالطوب الاحمر عدا عن الشمع لاننا سنرغمهم حينها في البحث عن وظيفة و لو في موزنبيق ..