أومأت مراراً أن النحس الذي يلازمني منذ زمن لم يعد غريباً على شخصي في كل مطب أقع فيه وهو ما ورثته عن جدي الذي أوقعه حظه العاثر بالزواج من إحدى الفتيات قبل نحو بضعة أعوام.. إذ بعد وفاة جدتي شعر «الشايب» بالوحدة على حد زعمه فكان يفتعل المشاكل حتى تم تزويجه بيد أنه لم يستطع مجاراة العروس.. وخارت قواه ..أرجو أن لا أفهم بشكل خاطىء «فشايبنا راعي إبل.ونخل وأركاب قوية» فطلقها بالثلاث ولم يعمر بعد طلاقه لها طويلا وترك لنا إرثاً هائلاً من النحس لازلنا نصرف منه في بنوك التعامل اليومي!! إلى أن جاءني خبر يؤكد أنني ورثت الملايين ولا بد لي من التحرك العاجل وسر ذلك الإرث أن قريبا لبعلتي وافته المنية ووجدوا في حوزته أسهماً لإحدى الشركات.. وبما ان زوجتي هي صاحبة الحق الأول في الإرث فبالتالي سيكون لي منه حصة الأسد مما حدا بي ان»أطبطب»على رأس «الولية»وأسترضي خاطرها بكلمات مفعمة بالود وهي عادة يمارسها الرجال لدينا في الشرق الاوسط كلما شعروا بالخيبة وضعف هيمنتهم بالتلاشي..وخشية ان تمارس على شخصي السيطرة الكلية أومأت لها بالسؤال فيما لو ورثت هي مالاً ماذا سيكون عليه حالنا؟!! فنظرت نحوي بازدراء شديد قائلة ..»فلوس إيه يا بعلي أنت وجهك يقطع الخميرة من عند الخباز!!» لاأعلم ان كان هذا المثل الدارج ينطبق على كل زوج مثلي أم أنني الوحيد المتخصص في ذلك؟.. فبعثنا بشهادات الأسهم تلك ونحن نمني النفس بالمال..وماهي الا أيام حتى جاءنا الخبر الصاعق أن كل تلك الأسهم لا تتجاوز بضعة دريهمات ربما لا تكفي لعشاء في فندق خمسة نجوم.!!. -هذه مصيبة جديدة طفت على الساحة منذ بضعة أعوام- ولست أدري ماهو الدور الذي تلعبه جهات «التخبيص المالي» للحد من خسائر المواطنين لأموالهم وتعويض المساهمين جراء خسائرهم المتتالية أوعلى الأقل إعادة رؤوس أموالهم ومن هو ذاك» الحوت اللعين» الذي غرف وجرف شقاء البشر؟؟ اذ بدا واضحا ان قضية الأسهم التي اكتوى بنارها ثلاثة ارباع الشعب واضاعت آمالهم وأحلامهم ماهي الا لعبة قذرة وممارسة دنيئة لمقامرين اوهموا الناس بالمال ثم تركوهم يتخبطون على جمر الذل والهوان .. وهي في واقع الحال انتكاسة قوية لخطط انتفاعية أبطالها يعيشون بين ظهرانينا.. ولكن ربما الافواه ملجمة عن البوح بهم خوفا منهم ..فإن كانت هناك مكافحة للفساد الذي تغيب وتظهر بوادره .. فعليهم ان يبدأوا بهم.. اريحوا كبودا معتلة بمواجع القهر .. تكفوووون.