واصل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه حملة اعتداءاتهم المتكررة على القرى والممتلكات الفلسطينية، حيث هاجموا أمس قرية النبي صالح قرب رام الله، والجزء الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية بمدينة الخليل في الضفة الغربية، فيما قصفت مدفعيته مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أدى لإصابة فلسطينيين اثنين بجروح. وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، ونفذت عمليات اقتحام وتفتيش عنيفة على نطاق واسع، تخللها الاستيلاء على أسطح عدد من المنازل، واعتقال عدد غير معروف من الفلسطينيين. وأفادت مصادر محلية من القرية بأن عمليات الدهم والاعتقال بدأت بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وتخللها تفتيش عدد كبير من منازل الفلسطينيين، وترويع السكان الفلسطينيين بالكلاب البوليسية، والاعتداء على بعضهم بالضرب، واحتجاز العشرات في العراء لعدة ساعات، واعتقال بعضهم. وانتشرت أعداد كبيرة من جنود وآليات الاحتلال في شوارع القرية وطرقاتها، وأغلقوا مداخلها وحولوها إلى منطقة عسكرية. وقالت حركة المقاومة الشعبية في النبي صالح: إن هذا العمل «يدلل على أن إسرائيل أفلست في مواجهة مقاومة شعبية سلمية في هذه القرية الوادعة الصغيرة». وأكدت أنه «أمام كل هذه الأعمال التعسفية والهجمة الجبانة فإن صمودنا سيتواصل، وحتماً سننتصر على الظلم وصُناعه». وفي الخليل، قالت مصادر إسرائيلية: إن 300 مستوطن دخلوا فجر أمس الجزء الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية بالمدينة ل«إقامة الصلاة على أحد القبور». وذكرت مصادر فلسطينية أن الاقتحام الاستيطاني تم تحت حماية مكثفة من قوات الاحتلال، وأن الشبان الفلسطينيين رجموا المستوطنين وقوات الاحتلال بالحجارة، دون وقوع إصابات. ووصفت المصادر الإسرائيلية دخول اليهود المتزمتين مدينة الخليل، الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين، وتحت حماية قوات الاحتلال بالدخول «غير المألوف والشاذ». في غضون ذلك، صادقت النيابة العامة الإسرائيلية مؤخراً، ولأول مرة على تقديم لوائح اتهام ضد نشطاء يمينيين تسللوا إلى ضريح يوسف في نابلس. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هذه اللوائح قدمت إلى محكمة الصلح في «كفار سابا» قبل حوالي شهر ضد أربعة مستوطنين دخلوا منطقة ضريح يوسف قبل أربعة أعوام. وأوضحت الصحيفة أنه لم تقدم حتى الآن لوائح اتهام في مثل هذه الحالات، إلا إذا كان الضالعون فيها قد ارتكبوا مخالفات قانونية أخرى مثل الاعتداء على أفراد شرطة. من جهة ثانية، أتلف مستوطنو مستوطنة «تفوح»، المقامة على أراضي قرى ياسوف ومردة وجماعين في محافظة سلفيت، حوالي مائة شجرة زيتون معمرة في المنطقة المعروفة باسم «المفقعة»، الواقعة شمال غرب ياسوف. وفي غزة، أصيب فلسطينيان بجروح إثر قصف مدفعي إسرائيلي، شرق مخيم المغازي، وسط قطاع غزة. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية، في بيان فجر أمس: إن «قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت عند منتصف الليل قذيفتي مدفعية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة». وذكر أن طواقم الإسعاف وصلت للمكان بعد تلقيها نداء استغاثة، وأخلت مواطنين اثنين مصابين بجراح متوسطة جراء شظايا القذائف المدفعية، ومن ثم جرى نقلهما لمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ووصفت حالتهم بالمتوسطة.