صدر مؤخرًا كتاب جديد بعنوان «الشباب والحركات السياسية والاجتماعية» للدكتورة إيمان محمد حسنى المدرسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ويقع فى 365 صفحة من القطع الكبير وتتضمن الدراسة 6 فصول. أشارت الباحثة فى مقدمة الدراسة إلى أن الانفتاح الثقافى من الدول العربية على شعوب العالم كان سببًا رئيسيًا فى تفاعل المواطن وبداية بحثه عن محاسبة مسئوليه على سياستهم وقرارتهم، ومراقبة أدائهم، لافتة إلى أن المناخ الاقتصادى العالمى خلال الثلاث سنوات الأخيرة أدى إلى حالة احتقان شديدة، يمكننا ملاحظة معدلات المشاركة السياسية فى دول العالم المتقدم، والتى ظهرت فى صورة ثورات كالثورة البرتقالية فى أوكرانيا، والوردية فى جورجيا، والتطورات السياسية فى فلسطين ولبنان، وإيران والعراق، ويليها الاحتجاجات الفئوية المتواترة. وأضافت الباحثة: من تلك اللحظة برزت وسائل الإعلام كعامل أساسى يتوسط المنطقة الفاصلة بين الأطراف الرسمية من جهة، وحركات وجماعات الاحتجاج من جهة أخرى، مشيرة إلى أن هذا , اهتمام الاعلام وخاصة المعارض منه بتغطية الاحتجاجات والقضايا التى تمس حقوق المواطن لاقى فى المقابل اهتمامًا من فئات كثيرة فى المجتمع، حيث شعر المواطن البسيط بوجوده، وأن غضبه أصبح مطروحًا بقوة، ولأول مرة تمكن الفرد العادى من توصيل صوته عبر وسائل الإعلام. وطرحت الباحثة فى الفصل الأول من الكتاب الذى عنونته ب»دور وسائل الإعلام فى عملية التغيير الاجتماعى والسياسى والديمقراطى» مصطلح المجال العام الذى يعنى المساحة التجريدية التى يجتمع فيها المواطنين للتعبير عن قضايا واهتمامات عامة. واستعانت الباحثة بنموذج «هابر ماس» فى توضيح مصطلح المجال العام، الذى يرى أن وسائل الإعلام هى عامل فاعل فى نقل النقاشات فى المساحة التجريدية، ومع تطورات الوضع الراهن تطور دور وسائل الإعلام من مجرد ناقل للحدث، إلى تشكيل وبناء الخطاب. وأوضحت فى الفصل الثانى مدى علاقة الحركات السياسية والاجتماعية بوسائل الإعلام، مشيرة فيه إلى الحركات الاجتماعية التى بدأت تتشكل بكثرة مع بداية القرن الواحد والعشرين، حتى باتت تضفى صفة الديمقراطية على المجتمعات التى تتواجد بها حركات اجتماعية وسياسية كثيرة. وجاء الفصل الثالث ليشير إلى تأثير وسائل الإعلام فى دور الشباب فى عملية التغيير الاجتماعى السياسى الديمقراطى، لافتة إلى أن كل البحوث والمسوح الاجتماعية دائما ما تؤكد على أن الشباب هم قوة التغيير الضاربة فى أى مجتمع، والواقع يؤكد أن مشاركة الشباب لا تدور فى فراغ بل تتأثر بحالة المشاركة المجتمعية العامة. وسردت الباحثة فى الفصل الرابع من الدراسة خبرة المجتمع المصرى كنموذج فى الاحتجاج وخاصة قبل قيام ثورة يناير، مشيرة إلى دور الحركات الدينية فى الاحتجاجات وضربت مثال بحركة الإخوان المسلمين، أما الفصل الخامس فتضمن شرح الأشكال الاخبارية لأنشطة الحركة السياسية والاجتماعية وعلاقتها باتجاهات الشباب، وفى الفصل السادس والأخير ركزت المؤلفة على مدى إداراك الشباب المصرى لمتغيرات الاحتجاج قبل ثورة يناير.