حدد مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي يومي 22 23 ربيع الأول 1433ه الموافق 14 15 فبراير 2012م موعدًا لإقامة ملتقى جواثى الثقافي في نسخته الثالثة، والذي سيتناول الحركة الأدبية في الخليج العربي في العصر الحديث، وقد وجه النادي الدعوة لعدد من الباحثين والباحثات المتخصصين في الدراسات الأدبية والنقدية من دول الخليج العربي، وبعض الدول العربية ممن لهم اهتمامات بدارسة الحركة الأدبية والنقدية المعاصرة في دول الخليج العربي في العصر الحديث. كما فرغ النادي من تشكيل لجانه المختصة التي أوكل إليها العمل على إظهار المناسبة بالصورة المشرفة، حيث سيحظى الملتقى برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء. حول هذا الملتقى أوضح الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري رئيس مجلس إدارة النادي أن الملتقى سيصاحبه عدد من الفعاليات الثقافية منها أمسية شعرية يشارك فيها شعراء خليجيون، مع شهادات أدبية يتحدث فيها بعض رموز الأدب والنقد الذين أثروا المشهد الأدبي في المملكة منذ فترة مبكرة من هذا العصر، كما سيكرم النادي مجموعة من الشخصيات الفاعلة في المشهد الأدبي والثقافي من أبناء دول مجلس التعاون الست، متمنيًا أن يكون الملتقى على مستوى أهمية موضوعه، وأن يحقق الهدف منه في إماطة اللثام عن بعض الجوانب الأدبية والنقدية في الخليج العربي في العصر الحديث. تزامن موفق ويكشف الدكتور خالد الجريان نائب رئيس النادي رئيس اللجنة العلمية للملتقى عن الاستعداد لهذا الملتقى بقوله: برغم أن من أقر عنوان الملتقى هو مجلس الإدارة السابق، فلم يكن لدينا كمجلس إدارة جديد إلا أن ننطلق من حيث انتهى ذلك المجلس، كما أن عنوان الملتقى لا يمثل إشكالًا لأن الأحساء تتلاقى وكثير من دول الخليج في ثقافتها وأدبياتها لذلك ارتأى المجلس الجديد وقبله القديم أن يتم تعزيز هذا الملتقى في نسخته الثالثة تحت هذا المضمون. ويضيف الجريان: لقد تلقيّنا مشاركات كثيرة ولكن لضيق مدة الملتقى والتي تستمر ليومين اكتفينا ببعض أوراق البحوث التي تتناول حركة الأدب في الخليج من شعر ونثر والسرد والرواية والقصة والفنون الأدبية كاملة برغم أننا متأكدون أن الملتقى لن يستطيع أن يغطي كل هذه الفنون بمختلف أجناسها الأدبية في يومين، أما عن ملخصات البحوث فوصلت كاملة، وسنبدأ في جدولة هذه الملخصات خلال الأسبوعين المقبلين والتي تتناسب والأهداف التي وضع من أجلها الملتقى، فمما يهدف إليه الملتقى أن يكون الطرح هادفًا وقويًا وشاملًا، وإن كان من مستجدات حول آلية عمل الملتقى فهي تتمثل في وضع العديد من اللجان ومنها لجنة الاستقبال والضيافة ولجنة المطبوعات واللجنة المالية ولجنة العلاقات العامة وكذلك اللجنة العلمية وهي التي تعنى بالبحوث والدراسات التي تقدم، وسنحاول جاهدين أن نطبع أوراق البحوث المقدمة قبل الملتقى إن كان لدينا الوقت الكافي لطباعتها، وكذلك إصدارها في كتاب عند اختتام الملتقى، وستتخلل الملتقى العديد من المشاركات الخليجية العربية ومنها مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة دولة الكويت وقطر وكذلك بعض الدول العربية التي تعنى بأدب الخليج مثل مصر وسوريا والأردن والعراق. ويختم الجريان بقوله: الجميل في ملتقى جواثا الثقافي أنه جاء متزامنًا مع الحراك السياسي في دول الخليج العربي، وربما يكون ملتقى جواثى الثالث محاكيا لتطلعات قادة الخليج، وربما يتم طرح الملتقى الرابع لجواثى في نسخته المقبلة عن دول الاتحاد الخليجي، وهو بذلك سينقل ثقافة الأحساء إلى الخارج ونقل ما لدى الآخر لدى الأحساء وذلك يأتي تحت استراتيجية وزارة الثقافة والإعلام والتي تهدف إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى. أفق جديد عضو مجلس الإدارة الشاعر جاسم الصحيّح قال: الهدف من تغيير عنوان ملتقى جواثى الثالث عن سابقيه اللذين تناولا أدب الأحساء تحديدًا يتمثل -وبالتزامن مع كل نسخة ملتقى- في فتح أفق جديد للأحساء على ما لدى الآخر بحيث تطل على منطقة أكبر ووعي أكبر وأفق جديد إذ انطلقنا بمنطقتنا لنتدرج بعد ذلك بأدب الأحساء في أعين الرحالة لنتناول في النسخة المقبلة من الملتقى وبمشاركة نخبة كبيرة من أدباء الخليج حول الحركة الأدبية في الخليج وهذا ما يحقق الهدف المنشود منه وهذا ما يحقق توجه الوزارة خصوصًا وأنها وضعت على طاولة ملتقى المثقفين السعوديين الثاني «المهرجانات الثقافية» ليتم تداولها وتناولها بالنقاش والحديث المستفيض. ونرجو أن يحقق الملتقى المأمول منه خصوصا أن عمل مجلس الإدارة الحالي لن يتوقف إلا بنهاية الملتقى وسيقف على عاتقه الكثير من المهام الجسام التي بكل تأكيد لن تثني من عزمه للخروج بالصورة المشرقة للأحساء. تعزيز دور الأديبة الأحسائية عضوة النادي ورئيسة لجنة الشعر السابقة الشاعرة اعتدال الذكر الله قالت: نتأمل أن يخرج الملتقى بمستوى الأحساء وبشكلها الثقافي الأدبي الذي عرفت به منذ حقب عديدة، كما أتمنى أن يتم تلافي المآخذ التي حدثت في الملتقيين السابقين في ملتقى جواثى الثالث، كما أتمنى الالتفاتة إلى الأديبة الأحسائية إذ إنه من الظلم أن يتجاهل نادي الأحساء الأدبي -وهو صاحب الريادة- مثقفات وأديبات المنطقة أو حتى يهمش دورهن في ملتقى بحجم جواثى، ونحن نعلم ماذا تعني جواثى للأحساء والأحسائيين وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأكرر ما سبق وإن ألمحت إليه حول ملتقى جواثى والذي أرجو أن يعزز دور الأديبة الأحسائية. وتضيف الذكر الله: أما عن خروج الملتقى بما هو مأمول منه فأنا في حقيقة الأمر لم أطلع على أوراق البحوث والتي قدمت في الملتقى وهل من سيقدّم أوراق البحوث في الملتقى هل سيقدم ما سيخدم عنوان الملتقى إلا أنني أبدي انتقادي لنادي الأحساء الأدبي حول طرحه لموضوع الحركة الأدبية في الخليج العربي وهو بعيد كل البعد عن نسختي الملتقى السابقتين واللذين تناولا الأحساء وإن لم تخنّي الذاكرة أن هناك لائحة تنص على أن الملتقيات الثقافية التي تقام في الأندية الأدبية تكون متعلقة بالمنطقة وتراثها وأدبياتها فكيف لنادي الأحساء الأدبي أن يخرج عن المألوف والتعارف عليه في الملتقيات الثقافية.. ولكنه جميل أن ننطلق إلى الآخر بدلًا من تناول الأطر الضيقة ولكن الأحساء لم تعط حقها من تسليط الضوء على أدبياتها وثقافتها. نقلة نموذجية القاص طاهر الزارعي شارك أيضًا بقوله: ملتقى جواثى الثالث رصيد أدبي وثقافي يفرض حضوره في المشهد السعودي فالمفاهيم التي ستطرح في هذا الملتقى هي بحد ذاتها منظومة ثقافية ستحدث نقلة نموذجية لأنشطة أدبي الأحساء هذا العام، فالخطاب الذي يتناوله الملتقى يسعى إلى تحكيم نسقية الأدب الشمولي بشكل عام لأنه سيختص بالشعر والرواية والنقد والصحافة. وفي تصوري أن هذا الملتقى سيكون مختلفًا إلى حد بعيد عن الملتقيات الأخرى على مستوى الحضور والتنظيم والشخصيات المستدعاة، وسيكون جسرًا تواصليًا يسعى إلى نمذجة الخطاب المتداول على اعتبار أن ما سيطرح سيكون خطابًا نوعيًا. وأطمح في أن يكون هذا الملتقى صياغة لفعل الأدب وما وصل إليه في البيئة الأدبية الخليجية مع تقييمه تقييمًا متكاملًا غير مجامل أو أن يكون الخطاب المطروح خطابًا تقليديًا أو تشريفيًا، فنحن بحاجة ضرورية لمعالجة كل المعضلات التي تواجه أدبنا الخليجي ومحاولة وضع الحلول لكل العوائق التي تقف في طريق تقدمه. كما أن هناك شخصيات أدبية طموحة تستحق الحضور والتكريم من جميع دول الخليج أرجو من النادي عدم إقصائها أو تغافلها، ذلك أن عنوان الملتقى يحتم على النادي ذلك، فطالما حلمنا بهذا الملتقى الذي سيكون بمثابة الخروج من مأزق مكرور لدينا وهو مأزق المحلية، ومحاولة تذهين الانتماء إلى الآداب الأخرى القريبة من خطابنا.