أكد الشيخ سامي زمزمي إمام وخطيب جامع ابن معمر ببطحاء قريش أن من لم يصل جماعة في المسجد والاكتفاء بها في منزله يفقده ذلك (48600) درجة سنويا تقرّبه من الله سبحانه وتعالى، موضحا أن الاكتفاء بها في المنزل يفقده (135) درجة يوميًا، وهي بالنظر إلى فقد التاجر لماله هذا العدد اليومي قد لا يكون كبيرا إلا أن في تواصل الفقد يوميا يعني في الشهر الواحد خسارته إلى (4050) ريالًا، ويبلغ في مجموعه نهاية العام الواحد إلى (48600) ريالا وهذا في نظر الناس كبير جدًا، وهي كذلك في اكتفاء المصلي في صلاته على الصلاة بمنزله دون الذهاب إلى المسجد لأدائها جماعة مع المسلمين. وحول طبيعة الإنسان وتركيبة خلقه أشار زمزمي إلى القول بأن الإنسان يحمل كما ورد علميًا في دماغه أكثر من (10) ملايين خلية عصبية، فيما يحمل جسم الإنسان عامة كما أشارت إلى ذلك الدراسات العلمية (75) تريليون خلية، واصفًا نفسية الإنسان بالمتوتر في حالة الخوف والهلع والجزع وفي منعه للخير وفي تعرضه للشر كما أبان ذلك الله سبحانه وتعالى في قوله: «إن الإنسان خلق هلوعًا. إذا مسه الخير منوعًا. وإذا مسّه الشر جزوعًا»، مؤكدًا أن هذا التوتر والحالة النفسية التي هي طبيعة في خلق الإنسان وخلقه مسلمًا وكافرًا قد جبلت عليها نفسه لا تنفك عنه أبدًا في حالي الخير والشر في شدة الجزع وفي شدة الحرص وشدة الضجر. وكشف الشيخ سامي زمزمي عن وجود دراسات علمية حول هذه الطبيعة في نفسية الإنسان وما تحويه من تكوينات مختلفة في دواخلها من انفعالات وتوترات تصاحبها في الخير والشر، مكملا حديثه بأن ذلك الإنسان سيبقى بهذه النفسية المتوترة والمنفعلة إلا كما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله: «إلّا المصلين»، الذين يحافظون على صلواتهم يوميا، مبينا أن تلك المشاعر الانفعالية التي تصاحب نفسية الإنسان في وقوفه أمام ربه الكريم قيامًا فركوعًا فسجودًا فجلسة بين السجدتين ثم سجدة أخرى فقيامًا.. وهكذا في بقية ركعات صلواته تمتص تلك الشحنات المتشنجة والمشاعر الانفعالية وتخرج منه بأعمال الصلاة المختلفة، وهو سرّ من أسرار الخالق في خلقه لهذا الإنسان الذي أمر به العبادة فكانت لها حكم غير التقرب من الله بالطاعات امتثالًا لأوامره واجتنابًا لنواهيه لا يعلمها سواه سبحانه وتعالى. ونادى الشيخ زمزمي وهو يعرض أثر الصلوات جماعة في حياة الفرد والمجتمع إلى المسارعة والإقبال على بيوت الله لتتحقق المعاني السامية من المناداة النبوية الكريمة في فعلها مع الناس والجماعة في المساجد.